كتاب مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (اسم الجزء: 2)

فأجاب قائلًا: اختلف في ذلك أهل العلم: فمنهم من قال: يشمل كل شرك ولو كان أصغر كالحلف بغير الله فإن الله لا يغفره، وأما بالنسبة لكبائر الذنوب كالخمر والزنا فإنها تحت المشيئة إن شاء الله غفرها وإن شاء أخذ بها.
وشيخ الإسلام اختلف كلامه، فمرة قال: الشرك لا يغفره الله ولو كان أصغر، ومرة قال: الذي لا يغفره الله هو الشرك الأكبر.
وعلى كل حال يجب الحذر من الشرك مطلقًا؛ لأن العموم يحتمل أن يكون داخلًا فيه الأصغر لأن قوله: {أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} أن وما بعدها في تأويل مصدر تقديره "إشراكًا به" فهو نكرة في سياق النفي فتفيد العموم.
(272) سئل فضيلة الشيخ: عن الجمع بين قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،: «لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة» . وكذلك ما وقع إبان ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن الشيطان يئس أن يعبد في جزيرة العرب» ؟
فأجاب فضيلته بقوله: الجمع بين النصوص المذكورة أن يأس الشيطان أن يعبد في جزيرة العرب لا يقتضي عدم الوقوع؛ لأنه لا يعلم الغيب، فالشيطان لما رأى تخليص الجزيرة من الشرك وتوطيد دعائم التوحيد ظن أن لا شرك في الجزيرة بعد هذا، ولكن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الذي ينطق بالوحي من الله تعالى، أخبر أنه سيكون ذلك.
وأما وقوع ذلك في الجزيرة إبان ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب

الصفحة 204