كتاب مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (اسم الجزء: 9-10)

مصدر، مثل: كلام اسم مصدر كلم والمصدر تكليم، ومثل: سلام اسم المصدر سلم والمصدر تسليم.
و (سبحان) : مفعول مطلق، وهو لازم النصب وحذف العامل أيضا، فلا يأتي مع الفعل، فلا تقول: سبحت الله سبحانا إلا نادرا في الشعر ونحوه.
والتسبيح: تنزيه الله عما لا يليق به من نقص، أو عيب، أو مماثلة للمخلوق، أو ما أشبه ذلك.
وإن شئت أدخل مماثلة المخلوق مع النقص والعيب، لأن مماثلة الناقص نقص، بل مقارنة الكامل بالناقص تجعله ناقصا، كما قال الشاعر:
ألم تر أن السيف ينقص قدره ... إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
قوله: (فما زال) . إذا دخلت (ما) على زال الذي مضارعها يزال، صار النفي إثباتا مفيدا للاستمرار؛ كقوله تعالى: {فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ} الآية [الأنبياء: 15] ، وكقوله تعالى في المضارع: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} [هود:118-119] .
وجملة (يسبح) : خبر زال.
قوله: (حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه) . أي: عرف أثره في وجوه أصحابه، وأنهم تأثروا بذلك؛ لأنهم عرفوا أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يسبح في مثل هذا الموضع ولا يكرره إلا لأمر عظيم، ووجه التسبيح هنا أن الرجل ذكر جملة فيها شيء من التنقص لله تعالى؛ فسبح النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ربه تنزيها له عما توهمه هذه الكلمة، ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه في السفر إذا هبطوا واديا سبحوا، تنزيها لله تعالى عن السفول الذي كان من صفاتهم، وإذا علوا

الصفحة 1096