كتاب مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (اسم الجزء: 9-10)

نشزا كبروا، تعظيما لله - عز وجل - وأن الله تعالى هو الذي له الكبرياء في السماوات والأرض.
قوله: (ويحك) . ويح: منصوب بعامل محذوف تقديره: ألزمك الله ويحك.
وتارة تضاف، فيقال: ويحك، وتارة تقطع عن الإضافة، فيقال: ويحا لك، وتارة ترفع على أنه مبتدأ، فيقال: ويحه أو ويح له.
وهي وويل وويس كلها متقاربة في المعنى.
ولكن بعض علماء اللغة قال: إن ويح كلمة ترحم، وويل كلمة وعيد.
فمعنى ويحك: إني أترحم لك وأحن عليك.
ومنهم من قال: كل هذه الكلمات تدل على التحذير.
فعلى معنى أن ويح بمعنى الترحم يكون قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهذا الرجل ترحما لهذا الرجل الذي تكلم بهذا الكلام، كأنه لم يعرف قدر الله.
قوله: (أتدري ما الله) . المراد بالاستفهام التعظيم، أي: شأن الله عظيم، ويحتمل أن المعنى: لا تدري ما الله، بل أنت جاهل به، فيكون المراد بالاستفهام النفي.
وقوله: (ما الله) . جملة استفهامية معلقة لـ (تدري) عن العمل؛ لأن درى تنصب مفعولين، لكنها تعلق بالاستفهام عن العمل وتكون الجملة في محل نصب سدت مسد مفعولي تدري.
قوله: (إن شأن الله أعظم من ذلك) . أي: إن أمر الله وعظمته أعظم مما تصورت حيث جئت بهذا اللفظ.

الصفحة 1097