كتاب مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (اسم الجزء: 9-10)

إضافتها إلى الإنسان إذا كان أهلا لذلك، قال أسيد بن حضير حين نزلت آية التيمم بسبب عقد عائشة الذي ضاع منها: «ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر» .
قوله: (وأفضلنا) . أي: فضلك أفضل من فضلنا.
قوله: (وأعظمنا طولا) . أي: أعظمنا شرفا وغنى، والطول: الغنى، قال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ} [النساء:25] ويكون بمعنى العظمة، قال تعالى: {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ} [غافر: 3] ؛ أي: ذي العظمة والغنى.
قوله: (قولوا بقولكم أو بعض قولكم) . الأمر للإباحة والإذن كما سبق.
وقوله: (قولوا بقولكم) : يعني: قولهم: أنت سيدنا، أو أنت أفضلنا، وما أشبه ذلك.
وقوله: (أو بعض قولكم) . يحتمل أن يكون شكا من الراوي، وأن يكون من لفظ الحديث؛ أي: اقتصروا على بعضه.
قوله: (ولا يستجرينكم الشيطان) . استجراه بمعنى: جذبه وجعله يجري معه؛ أي: لا يستميلنكم الشيطان ويجذبنكم إلى أن تقولوا قولا منكرا؛ فأرشدهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى ما ينبغي أن يفعل، ونهاهم عن الأمر الذي لا ينبغي أن يفعل حماية للتوحيد من النقص أو النقض.
وقال في النهاية: (لا يستجرينكم الشيطان) ؛ أي: لا يستغلبنكم فيتخذكم جريا؛ أي: رسولا ووكيلا.

الصفحة 1104