كتاب مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (اسم الجزء: 9-10)

«ومولاي» بواحد من ثلاثة أوجه:
الأول: أن النهي على سبيل الكراهة والأدب، والإباحة على سبيل الجواز.
الثاني: أن النهي حيث يخشى منه المفسدة، وهي التدرج إلى الغلو والإباحة إذا لم يكن هناك محذور.
الثالث: أن النهي بالخطاب؛ أي: أن تخاطب الغير بقولك: أنت سيدي أو سيدنا، بخلاف الغائب، لأن المخاطب ربما يكون في نفسه عجب وغلو وترفع، ثم إن فيه شيئا آخر، وهو خضوع هذا المتسيد له وإذلال نفسه له بخلاف ما إذا جاء من الغير، مثل: (قوموا إلى سيدكم) ، أو على سبيل الغيبة، كقول العبد: قال سيدي ونحو ذلك، لكن هذا يرد عليه إباحته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للرقيق أن يقول لمالكه: سيدي.
والذي يظهر لي أن لا تعارض أصلا؛ لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أذن لهم أن يقولوا بقولهم، لكن نهاهم أن يستجريهم الشطان بالغلو مثل (السيد) ؛ لأن السيد المطلق هو الله تعالى، وعلى هذا فيجوز أن يقال: سيدنا وسيد بني فلان ونحوه، ولكن بشرط أن يكون الموجه إليه السيادة أهلا لذلك، أما إذا لم يكن أهلا كما لو كان فاسقا أو زنديقا، فلا يقال له ذلك حتى ولو فرض أنه أعلى منه مرتبة أو جاها، وقد جاء في الحديث: «ولا تقولوا للمنافق سيد، فإنه إن يكن سيدا فقد أسخطتم ربكم عز وجل» ، فإذا كان أهلا لذلك وليس هناك

الصفحة 1106