كتاب مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (اسم الجزء: 9-10)

وعن أنس رضي الله عنه: «أن ناسا قالوا: يا رسول الله، يا خيرنا وابن خيرنا! وسيدنا وابن سيدنا! فقال: (يا أيها الناس قولوا بقولكم، ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل» . رواه النسائي بسند جيد.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
محذور فلا بأس به، وأما إن خشي المحذور أو كان غير أهل، فلا يجوز.
والمحذور: هو الخشية من الغلو فيه.
قوله: (قالوا: يا رسول الله) هذا النداء موافق لقوله تعالى: {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا} [النور: 63] أي: لا تنادوه كما ينادي بعضكم بعضا، فتقولوا: يا محمد! ولكن قولوا: يا رسول الله! أو يا نبي الله! .
وفي الآية معنى آخر: أي إذا دعاكم الرسول، فلا تجعلوا دعاءه إياكم كدعاء بعضكم بعضا إن شئتم أجبتم وإن شئتم أبيتم؛ فهو كقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24] ، وعلى المعنى الأول تكون (دعاء) مضافة إلى المفعول، وعلى الثاني تكون مضافة إلى الفاعل.
قوله: (يا خيرنا) . هذا صحيح، فهو خيرهم نسبا، ومقاما، وحالا.
قوله: (وابن خيرنا) . أي: في النسب لا في المقام والحال.

الصفحة 1107