كتاب مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (اسم الجزء: 9-10)

«وسائر الخلق على إصبع، فيقول: أنا الملك، فضحك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى بدت نواجذه؛ تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} الآية) » متفق عليه
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عظيما حتى «دخل على عائشة مسرورا تبرق أسارير وجهه، وقال: (ألم تري أن مجززا المدلجي دخل فرأى أسامة وزيدا وعليهما قطيفة، قد غطيا رءوسهما وبدت أقدامهما، فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض) » ، فالمهم أن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل تبرق أسارير وجهه؛ لأن في ذلك تأييدا للحق، وكان المشركون يقدحون في أسامة بن زيد وأبيه لاختلاف ألوانهما، فكان أسامة أسود شديد السواد وأبوه زيد شديد البياض، لكن الأمر ليس كما قالوا، بل هم كاذبون في ذلك، واختلاف اللون لا يوجب شبهة إلا لذي هوى، فلعل المخالف في اللون نزعة عرق.
قوله: (أصبع) . واحدة الأصابع، وهي مثلثة الأول والثالث، ففيها تسع لغات، والعاشر أصبوع، وفي هذا يقول الناظم:
وهمز أنملة ثلث وثالثة ... التسع في أصبع واختم بأصبوع
قوله: (أنا الملك) . هذه الجملة تفيد الحصر؛ لأنها اسمية معرفة الجزأين،

الصفحة 1113