كتاب مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (اسم الجزء: 13)

فضيلتكم أن تفتونا مأجورين حول ما ذكرت بهذه الرسالة وبارك الله فيكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فأجاب بقوله: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
القول الراجح أن البسملة ليست من الفاتحة فلا يجهر بها في الجهرية ودليل ذلك ما ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: "الحمد لله رب العالمين" قال الله: "حمدني عبدي" أخرجه مسلم في صحيحه (¬1) . وتمام الحديث فيه.
فبدأ بقوله الحمد لله رب العالمين ولم يذكر البسملة.
ويدل لذلك أيضاً ما رواه مسلم في صحيحه (¬2) عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: "صليت مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر، وعمر، وعثمان فلم أسمع أحداً منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم"، وفي لفظ: "صليت خلف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخلف أبي بكر، وعمر، وعثمان فكانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم". رواه أحمد (¬3) والنسائي (¬4) بإسناد على شرط الصحيح. قال الحافظ الدارقطني: إنه لم يصح بالجهر بها حديث.
...
¬__________
(¬1) وقد سبق تخريجه في ص108.
(¬2) في الصلاة باب 13: حجة من قال لا يجهر بالبسملة 1/299 ح50 (399) وهو في البخاري بمعناه في الأذان باب 89: ما يقول بعد التكبير (743) .
(¬3) في مسند أنس 3/111.
(¬4) في الافتتاح باب: ترك الجهر بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) (906) .

الصفحة 114