كتاب مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (اسم الجزء: 15)

يريد الدنيا وأن يمدحه الناس على شيء لم يقم به.

((ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً)) .

((لو يعلمون)) الضمير يعود على المنافقين.

((ما فيهما)) أي في صلاتين العشاء والفجر.

((لأتوهما ولو حبواً)) يعني ولو حبواً على الركب.

ولكن ما مبهم في ((ما فيهما)) ؟ المبهم: الثواب والعقاب.

الثواب إن أتوا إليها. والعقاب إن تخلفوا عنهما.

((لأتوهما ولو حبواً)) رغبة لما فيهما من الثواب وخوفاً مما فيهما من عقاب.

ثم قال: ((ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام, ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس, ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار)) . (هممت) : يعني أردت أن أفعل.

(أن آمر بالصلاة) : واحدة من الصلوات الخمس.

(فتقام) : يعني فتقام جماعة.

فهم النبي صلي الله عليه وسلم أن يحرق بيوت المتخلفين عن الجماعة يدل على أهمية الجماعة وأنها واجبة، لأن النبي صلي الله عليه وسلم لا يمكن أن يهم بأمر محرم، ولكن منعه منه مانع إما أن يكون ما فيها من النساء والذرية أو غير ذلك.

ما يستفاد من هذا الحديث:

أولاً: أن المنافقين يصلون وذلك يؤخذ من قوله صلي الله عليه وسلم: (أثقل

الصفحة 54