كتاب مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (اسم الجزء: 21)

س 11: سئل فضيلة الشيخ- رحمه الله تعالى-: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من استطاع الحج ولم يحج فليمت إن شاء يهوديًّا أو نصرانيًّا" (1) ما معنى ذلك؟ جزاكم الله خيراً
فأجاب فضيلته بقوله-: هذا الحديث في صحته نظر، والمعنى (إن صح الحديث) أنه إذا مات فإنه يخشى أن يكون كافراً إما مع اليهود، وإما مع النصارى.
س 12: سئل فضيلة الشيخِ- رحمه الله تعالى-: ما معنى قول الله تعالى: (وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غِنىُّ عَنِ اَلْعَالَمِينَ (97)) (2) ؟
فأجاب فضيلته بقوله-: عبَّر الله تعالى بقوله: (وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غِنىُّ عَنِ اَلْعَالَمِينَ (97)) لأنه لم يلتزم بأركان الإسلام. والكفر يطلق على ما دون الشرك، حتى إن الرسول عليه الصلاة والسلام
قال: "اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب والنياحة على الميت " (3) وبالاتفاق أن هذا لا يخرج من الدين، والذي جعلنا نرجح هذا أن عبد الله بن شقيق رحمه الله وهو من كبار التابعين المعروفين قال: ما كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يرون شيئًا من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة (4) .
__________
(1) أخرجه بنحوه الترمذي، كتاب الحج، باب ما جاء في التغليظ في ترك الحج (رقم 812) وقال: هذا حديث غريب، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (رقم 5860) .
(2) سورة آل عمران، الآية: 97.
(3) أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب إطلاق اسم الكفر على الطعن في النسب والنياحة (رقم 67) .
(4) أخرجه الترمذي، كتاب الإيمان، باب ما جاء في ترك الصلاة (رقم 2622) .

الصفحة 23