كتاب مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (اسم الجزء: 24)

س 1558: سئل فضيلة الشيخ- رحمه الله تعالى-: هل يتطلب المسلم المشقة في الحج لحديث "أجرك على قدر نصبك " (1) ؟
فأجاب فضيلته بقوله: الحديث يقول فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: "على قدر نصبك " ولم يقل: (أتعبي فيها) والمعنى إذا تعبتي في العمرة وزاد عليك العمل فالأجر على قدر العمل، وعلى قدر التعب، فمثلاً: إنسان يذهب للمسجد ليصلي جماعة ويتعب بعض الشيء، وإنسان آخر يذهب بسهولة، فالأول يؤجر على مشقته، لكن لا نقول: اطلب الاشقاق على نفسك، بل إن طلب الاشقاق على النفس من الأمور المذمومة، ولهذا نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن عمرو ابن العاص- رضي الله عنهما- أن يصوم كل الدهر، وأن يقوم كل الليل (2) ، لما فيه من المشقة، الله تعالى يقول: (مَّا يَفعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ......) (3) .
أما (أجرك على قدر نصبك) فالمعنى إذا تعبتي في نسكك فلك أجر على التعب، كإنسان يطوف والمطاف واسع، وإنسان آخر يطوف بمشقة، فالثاني أكثر أجرًا للمشقة، لكن لا نقول: انتظر
حتى يوجد الزحام الشديد ثم طف.
__________
(1) أخرجه البخاري، كتاب العمرة، باب أجر العمرة على قدر النصب (رقم 1787) ومسلم، كتاب الحج، باب بيان وجوه الإحرام، وأنه يجوز إفراد الحج (رقم 1211) (126) .
(2) أخرجه البخاري، كتاب الصوم، باب حق الجسم في الصوم (رقم 1975) ومسلم، كتاب الصيام، باب النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به أو فوت به حقاً (رقم 1159) .
(3) سورة النساء، الآية: 147.

الصفحة 43