كتاب مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (اسم الجزء: 25)

العظيمة، ولنرجع إلى كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ حتى نعرف السبب ونعرف بعد ذلك الدواء، لأنه لا يمكن التداوي بدواء حتى يُعرف الداء ونستطيع أن نشخصه ثم نحاول الدواء الناجح الذي نتخلص به من هذا الداء، يجب أن نعلم أن لهذه المصيبة سببين:
السبب الأول: شرعي.
والسبب الثاني: كوني قدري.
فالكوني القدري هو الشيء المحسوس مما نسمع وما ينشر في الإذاعات أو في الصحف الداخلية والخارجية كاختلاف على حدود، أو اختلاف في ديون، أو اختلاف في أشياء أخرى يضرب بها من هنا وهناك، ويكتب بها في الصحف، قد تكون صحيحة، وقد تكون غير صحيحة، لكن الذي حمل هذه الأسباب على أن تقع مقتضياتها هو السبب الشرعي، والسبب الشرعي لهذه المصائب وهو الذي يجب علينا أن نبحث عنه للتخلص منه.
فالسبب الشرعي: بيَّنه الله تعالى في كتابه غاية البيان، فقال جل وعلا: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (1) . وقال تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (2) . وقال تبارك
__________
(1) سورة الشورى، الآية: 35.
(2) سورة الروم، الآية: 41.

الصفحة 526