كتاب المسند الجامع (اسم الجزء: 1)
فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِمْ عَشَاءَهُمْ، فَتَعَشَّوْا، وَخَرَجَ الْقَوْمُ، وَقَامَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى مَا تَقُومُ إِلَيْهِ الْمَرْأَةُ، فَلَمَّا كَانَ آخِرُ اللَّيْلِ قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، أَلَمْ تَرَ إِلَى آلِ فُلَانٍ اسْتَعَارُوا عَارِيَةً، فَتَمَتَّعُوا بِهَا، فَلَمَّا طُلِبَتْ كَأَنَّهُمْ كَرِهُوا ذَاكَ. قَالَ: مَا أَنْصَفُوا، قَالَتْ: فَإِنَّ ابْنَكَ كَانَ عَارِيَةً مِنَ اللهِ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَإِنَّ اللَّهَ قَبَضَهُ، فَاسْتَرْجَعَ، وَحَمِدَ اللَّهَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا، فَحَمَلَتْ بِعَبْدِ اللهِ، فَوَلَدَتْهُ لَيْلاً، وَكَرِهَتْ أَنْ تُحَنِّكَهُ حَتَّى يُحَنِّكَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَحَمَلْتُهُ غُدْوَةً، وَمَعِي تَمَرَاتُ عَجْوَةٍ، فَوَجَدْتُهُ يَهْنَأُ أَبَاعِرَ لَهُ، أَوْ يَسِمُهَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ وَلَدَتِ اللَّيْلَةَ، فَكَرِهَتْ أَنْ تُحَنِّكَهُ حَتَّى يُحَنِّكَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَمَعَكَ شَيْءٌ؟ قُلْتُ: تَمَرَاتُ عَجْوَةٍ، فَأَخَذَ بَعْضَهُنَّ فَمَضَغَهُنَّ، ثُمَّ جَمَعَ بُزَاقَهُ فَأَوْجَرَهُ إِيَّاهُ، فَجَعَلَ
يَتَلَمَّظُ، فَقَالَ: حُبُّ الأَنْصَارِ التَّمْرَُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، سَمِّهِ، قَالَ: هُوَ عَبْدُ اللهِ.
- وفي رواية: أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ وَلَدَتْ غُلَامًا، مِنْ أَبِي طَلْحَةَ، فَبَعَثَتْ بِهِ مَعَ ابْنِهَا أَنَسٍ، إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَحَنَّكَهُ.
أخرجه أحمد ٣/ ١٠٥ (١٢٠٥١) قال: حدَّثنا ابن أَبي عَدِي. وفي ٣/ ١٨٨ (١٢٩٨٩) قال: حدَّثنا مُحَمد بن عَبْد الله. و"عَبْد الله بن أحمد" ٣/ ١٠٦ (١٢٠٥٢) قال: حدَّثنا بُنْدَار، قال: حدَّثنا ابن أَبي عَدِي.
الصفحة 401