كتاب المسند الجامع (اسم الجزء: 4)
فَارَتِ الْجَفْنَةُ وَدَارَتْ حَتَّى
امْتَلأَتْ، فَقَالَ: يَا جَابِرُ، نَادِ: مَنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ بِمَاءٍ، قَالَ: فَأَتَى النَّاسُ، فَاسْتَقَوْا حَتَّى رَوُوا، قَالَ: فَقُلْتُ: هَلْ بَقِيَ أَحَدٌ لَهُ حَاجَةٌ؟ فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ مِنَ الْجَفْنَةِ وَهِيَ مَلأَى.
وَشَكَا النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْجُوعَ، فَقَالَ: عَسَى اللهُ أَنْ يُطْعِمَكُمْ، فَأَتَيْنَا سِيفَ الْبَحْرِ، فَزَخَرَ الْبَحْرُ زَخْرَةً، فَأَلْقَى دَابَّةً، فَأَوْرَيْنَا عَلَى شِقِّهَا النَّارَ، فَاطَّبَخْنَا وَاشْتَوَيْنَا، وَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا، قَالَ جَابِرٌ: فَدَخَلْتُ أَنَا وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ، حَتَّى عَدَّ خَمْسَةً فِي حِجَاجِ عَيْنِهَا، مَا يَرَانَا أَحَدٌ، حَتَّى خَرَجْنَا، فَأَخَذْنَا ضِلَعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ، فَقَوَّسْنَاهُ، ثُمَّ دَعَوْنَا بِأَعْظَمِ رَجُلٍ فِي الرَّكْبِ، وَأَعْظَمِ جَمَلٍ فِي الرَّكْبِ، وَأَعْظَمِ كِفْلٍ فِي الرَّكْبِ، فَدَخَلَ تَحْتَهُ مَا يُطَأْطِئُ رَأْسَهُ.
أخرجه البُخَارِي، في (الأدب المفرد) ١٨٧ قال: حدَّثنا مُحَمَّد بن عَبَّاد. و"مسلم" ٨/ ٢٣١ (٧٦٢٢ و ٧٦٢٣) قال: حدَّثنا هارون بن مَعْرُوف، ومُحَمَّد بن عَبَّاد، وتقاربا في لفظ الحديث، والسِّياق لهارون. و"أبو داود" ٤٨٥ و ٦٣٤ و ١٥٣٢ قال: حدَّثنا هِشَام بن عَمَّار، وسُلَيْمان بن عَبْد الرَّحْمان الدِّمَشْقِي، ويَحيى بن الفَضْل السِّجْسْتَانِي.
خمستهم (ابن عَبَّاد، وهارون، وهِشَام، وسُلَيْمان، والسِّجْسْتَانِي) قالوا: حدَّثنا حاتم بن إِسْمَاعِيل، عن يَعْقُوب بن مُجَاهِد، أَبي حَزْرَة، عن عُبَادَة بن الوَلِيد بن عُبَادَة بن الصَّامت، فذكره.
- أخرجه البُخَارِي، في (الأدب المفرد) ٧٣٨ قال: حدَّثنا إِسْحَاق، قال: أخبرنا حَنْظَلَة ابن عَمْرو الزُّرَقِي المَدَنِي، قال: حدَّثني أبو حَزْرَة , قال: أخبرنا عُبَادَةُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي، وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ، فَلَقِينَا شَيْخًا عَلَيْهِ بُرْدَةٌ وَمَعَافِرِيٌّ، وَعَلَى غُلَامِهِ بُرْدَةٌ وَمَعَافِرِيٌّ، قُلْتُ: أَيْ عَمِّ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُعْطِيَ غُلَامَكَ هَذِهِ النَّمِرَةَ، وَتَأْخُذُ الْبُرْدَةَ، فَتَكُونَ عَلَيْكَ بُرْدَتَانِ، وَعَلَيْهِ نَمِرَةٌ؟ فَأَقْبَلَ عَلَى أَبِي، فَقَالَ: ابْنُكَ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي، وَقَالَ بَارَكَ اللهُ فِيكَ، أَشْهَدُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تَكْتَسُونَ.
يَا ابْنَ أَخِي، ذَهَابُ مَتَاعِ الدُّنْيَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ مَتَاعِ الآخِرَةِ.
قُلْتُ: أَيْ أَبَتَاهُ، مَنْ هَذَا الرَّجُلُ؟ قَالَ: أَبُو الْيَسَرِ، كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو.
الصفحة 359