كتاب المسند الجامع (اسم الجزء: 7)

دَعُوهُمْ , يَكُنُ لَهُمْ بُدُءُّ الْفُجُورِ وثناه , فَعَفَا عَنْهُمْ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم , وَأُنْزِلَْ الله: (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ) قال: ثن خرجنا رَجَعْنَين إِلَى الْمَدِينَةِ , فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً , بيننا وبين بني لحيان جبل , وهم المشركون , فَاسْتَغْفَرَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لِمَنْ رَقِىَ الْجَبَلَ فِى اللَّيْلَةِ , كَانَ طَلِيعَةً لِنبي صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ. قال سلمة: فَرَقِيتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَرَّتَيْنِ , أَوْ ثَلَاثَا , ثُمَّ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ , فَبَعَثَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم
بِظَهْرِهِ مَعَ رَبَاحٍ غُلَامِِ رسول الله صلى الله عليه وسلم , وَأَنَا مَعَهُ , وَخَرَجْتُ معه بِفَرَسِ طَلْحَةَ , أُنَدِّيهِ مع الظَهْرِِ, فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا عَبْدُ الرَّحْمَانِ الْفَزَارِىُّ قَدْ أَغَارَ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم , فَانْتَسَفَهُ أَجْمَعَ , وَقَتَلَ رَاعِيَهُ. قال: فقلت: يا رباح , خذ هذا الفرس , فأبلغه طلحة بن عبيد الله , وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المشركين قد أغاروا على سرحه. قال: ثم قمت على أكمة , فاستقبلت المدينة , فناديت ثلاثا: يا صباحاة , ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل , وأرتجز , أقول:
أَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ فَأَلْحَقُ بِرَجُلٍ مِنْهُمْ فَأَرْمِيهِ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ فَيَقَعُ سَهْمِى فِى الرَّجُلِ حَتَّى انْتَظَمْتُ كَتِفَهُ فَقُلْتُ خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ قال: فوالله , ما زلت أرميهم وأعقربهم , فإذا رجع إلى فارس

الصفحة 113