كتاب موقف الجمهوريين من السنة النبوية

بمصدرها فتتهيأ له أسباب الكمال وأسباب البقاء.
قال المُلاَّ علي القاري (¬1) في كتابه المعروف بـ " الموضوعات الكبرى ": «مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ فَقَدْ عَرَفَ رَبَّهُ بِالعِلْمِ، وَمَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ بِالفَنَاءِ فَقَدْ عَرَفَ نَفْسَهُ بِالبَقَاءِ، وَمَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ بِالعَجْزِ وَالضَّعْفِ فَقَدْ عَرَفَ رَبَّهُ بِالقُدْرَةِ وَالقُوَّةِ ... » (¬2).

[المثال الثامن: «كُنْتُ نَبِيًّا وَآدَمُ بَيْنَ المَاءِ وَالطِّينِ»]:
«كُنْتُ نَبِيًّا وَآدَمُ بَيْنَ المَاءِ وَالطِّينِ»
يستدل الجمهوريون بهذا القول في حديثهم عن «الحقيقة المحمدية».
قَالَ السَّخَاوِيُّ: لَمْ أَقِفْ عَلَيْهِ بِهَذَا اللَّفْظِ، فَضْلاً عَنْ زِيَادَةِ «وَكُنْتُ نَبِيًّا وَلاَ آدَمَ وَلاَ مَاءَ وَلاَ طِينَ».
وقال الزركشي: «لا أصل له بهذا اللفظ» (¬3).

[المثال التاسع: «يَا دَاوُدُ إِنَّكَ تُرِيدُ وَأُرِيدُ وَيَكُونُ مَا أُرِيدُ، فَإِنْ سَلَّمْتَ لِمَا أُرِيدُ ... »]:
حديث لا أصل له:
«يَا دَاوُدُ إِنَّكَ تُرِيدُ وَأُرِيدُ وَيَكُونُ مَا أُرِيدُ، فَإِنْ سَلَّمْتَ لِمَا
¬__________
(¬1) المُلاَّ علي القاري (00 - 1014 هـ) (00 - 1616 م): هو علي بن محمد سلطان المعروف بالقاري، فقيه حنفي، ولد في هراة وسكن مكة وتوفي بها، صَنَّفَ كُتُبًا كثيرة.
انظر: الزركلي: " الأعلام "، ط 3، 5/ 166.
(¬2) حديث 506 ص 352.
(¬3) انظر: المُلاَّ علي القاري: " الموضوعات الكبرى "، حديث 352، ص 272 وهامش ص 352.

الصفحة 25