كتاب مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة

السابع عشر: من حج البيت كمل إسلامه؛ لحديث عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه في سؤال جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإسلام، قال: يا محمد ما الإسلام؟ قال: ((الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأن محمداً رسول اللَّه، وأن تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحج البيت، وتعتمر، وتغتسل من الجنابة، وأن تتم الوضوء، وتصوم رمضان)). قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم؟ قال: ((نعم)) قال: صدقت (¬1).
الثامن عشر: الحاج إذا خرج من بيته قاصداً البيت الحرام كتب له بكل خطوة يخطوها هو ودابته حسنة، ومحا اللَّه عنه خطيئة، ورفعت له درجة؛ لحديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - يرفعه، وفيه: ((فإن لك من الأجر إذا أممت البيت العتيق أن لا ترفع قدماً، أو تضعها أنت ودابتك
إلا كتبت لك حسنة، ورفعت لك درجة)) (¬2)،وفي حديث ابن عمر رضي اللَّه عنهما يرفعه: (( ... فإنك إذا خرجت من بيتك تؤمُّ البيت الحرام لا تضعُ ناقتك خفاً، ولا ترفعه إلا كتب [اللَّه] لك به حسنة، ومحا عنك خطيئة)) (¬3).
¬_________
(¬1) ابن خزيمة في صحيحه، برقم 1، 1/ 3، والحديث في البخاري من حديث أبي هريرة، برقم 50 بغير هذا السياق، وهو في مسلم، برقم8، من حديث عمر، بغير سياق ابن خزيمة، والحديث صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 2/ 6.
(¬2) رواه الطبراني في الأوسط [مجمع البحرين، 3/ 185، برقم 1650]، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، 3/ 277: ((وفيه محمد بن عبد الرحيم بن شروس، ذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ومن فوقه موثوقون))، وحسنه الألباني لغيره، في صحيح الترغيب والترهيب، 2/ 10/12.
(¬3) رواه ابن حبان، برقم 1887، والبزار، برقم 1082، والطبراني في الكبير، برقم 13566، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، 3/ 274: ((رواه الطبراني في الكبير بنحوه، ورجال البزار موثوقون))، وحسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب، 2/ 10.

الصفحة 19