كتاب مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة
الفضل الثاني: وهي الأيام التي يكون العمل فيها أفضل من الجهاد في سبيل اللَّه تعالى؛ لحديث ابن عباس رضي اللَّه عنهما، قال: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى اللَّه من هذه الأيام العشر))، قالوا: يا رسول اللَّه! ولا الجهاد في سبيل اللَّه؟ فقال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ((ولا الجهاد في سبيل اللَّه، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)) (¬1).
الفضل الثالث: وهي أيام عظيمة عند اللَّه، والأعمال فيها أحب إليه
فيهن؛ لحديث عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما من أيام أعظم عند اللَّه ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن: من التهليل، والتكبير، والتحميد)) (¬2).
الفضل الرابع: وهي أيامٌ أفضل من أيام عشر رمضان الأخيرة؛ فإن الإمام ابن القيم رحمه اللَّه تعالى قال: (( ... ليالي العشر الأخير من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة، وأيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام عشر رمضان؛ وبهذا يزول الاشتباه، ويدلُّ عليه أن ليالي العشر من رمضان إنما فُضِّلت باعتبار ليلة القدر، وهي من الليالي، وعشر ذي الحجة فُضِّل باعتبار أيامه؛ إذ فيه: يوم النحر، ويوم عرفة، ويوم التروية)) (¬3).
الفضل الخامس: هي الأيام التي فيهن يومان هما أفضل أيام العام:
¬_________
(¬1) البخاري، كتاب العيدين، باب فضل العمل في أيام التشريق، برقم 969، والترمذي، كتاب الصوم عن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، باب ما جاء في العمل في الأيام العشر، برقم 757، واللفظ له.
(¬2) أحمد، برقم 5446، 6154، وصححه أحمد شاكر، 7/ 44.
(¬3) زاد المعاد، 1/ 57.
الصفحة 26
840