كتاب مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة

الجمعة أفضل أيام الأسبوع، ويوم عرفة ويوم النحر أفضل أيام العام، وكذلك ليلة القدر، وليلة الجمعة ... )) (¬1). أي ليلة القدر أفضل ليالي السنة، وليلة الجمعة أفضل ليالي الأسبوع، وصوَّب ابن القيم رحمه اللَّه تعالى أن يوم الحج الأكبر هو يوم النحر؛ لأن الحديث الدال على ذلك لا يعارضه شيء يقاومه، قال اللَّه تعالى: {وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ
يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} (¬2).
وثبت في الصحيحين: أن أبا بكر وعلياً أذَّنا بذلك يوم النحر، لا يوم عرفة، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ((بعثني أبو بكرٍ في تلك الحَجَّة في مؤذنين يوم النحر نؤذن بمنى: ألا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عُريان ... ثم أردف رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - علياً، فأمره أن يؤذن بـ ((براءة))، قال أبو هريرة: فأذن معنا علي في أهل منىً يوم النحر: لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان)) (¬3). وثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((يوم الحج الأكبر يوم النحر)) (¬4). قال ابن القيم بأصح إسناد (¬5).
قال ابن القيم رحمه اللَّه: ((ويوم عرفة: مقدمة ليوم النحر بين يديه؛
¬_________
(¬1) زاد المعاد، 1/ 60.
(¬2) سورة التوبة، الآية: 3.
(¬3) البخاري، كتاب الصلاة، باب ما يستر من العورة، برقم 369، وكتاب الحج، بابٌ: لا يطوف بالبيت عريان ولا يحج مشرك، برقم 1622، ومسلم، كتاب الحج، باب لا يحج البيت مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، وبيان يوم الحج الأكبر، برقم 1347.
(¬4) أبو داود، كتاب المناسك، باب يوم الحج الأكبر، برقم 945، وصحح إسناده ابن القيم في زاد المعاد، 1/ 55، وقال عنه الألباني في صحيح أبي داود، 6/ 192: ((صحيح)).
(¬5) زاد المعاد، 1/ 55.

الصفحة 28