كتاب مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة

الْفَقِيرَ} (¬1)،وقول اللَّه - عز وجل -: {وَاذْكُرُواْ اللَّه فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ} (¬2)، قال ابن عباس
رضي اللَّه عنهما: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّه فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ}: أيام العشر، والأيام المعدودات: أيام التشريق)) (¬3).
وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: ((الأيام المعلومات التي قبل يوم التروية، ويوم التروية، ويوم عرفة، والمعدودات أيام التشريق)) (¬4)؛ولحديث عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما من أيام أعظم عند اللَّه ولا أحب إليه من العمل فيهن، من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن: من التهليل، والتكبير، والتحميد)) (¬5)؛ ولحديث ابن عباس رضي اللَّه عنهما، قال: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى اللَّه من هذه الأيام العشر)) فقالوا: يا رسول اللَّه، ولا الجهاد في سبيل اللَّه؟ فقال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ((ولا الجهاد في سبيل اللَّه إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)) (¬6).
وقال الإمام البخاري رحمه اللَّه تعالى: ((وكان ابن عمر، وأبو هريرة رضي اللَّه
¬_________
(¬1) سورة الحج، الآية: 28.
(¬2) سورة البقرة، الآية: 203.
(¬3) البخاري، كتاب العيدين، باب فضل العمل في أيام التشريق، قبل الحديث رقم 969 بصيغة الجزم، وقال النووي في شرح المذهب،8/ 382: ((رواه البيهقي بإسناد صحيح)).
(¬4) ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري،2/ 458،وعزاه إلى ابن مردويه، وقال: ((إسناده صحيح)).
(¬5) أخرجه أحمد، برقم 5446، ورقم 6154، وقال أحمد شاكر في شرحه للمسند،
7/ 224: ((إسناده صحيح)).
(¬6) البخاري، كتاب العيدين، باب فضل العمل في أيام التشريق، برقم 969، واللفظ للترمذي، برقم 757.

الصفحة 33