كتاب مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة

أظهرنا وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شيء عملنا به، فأهلَّ بالتوحيد: ((لبَّيْك اللَّهمّ لبَّيْك، لبَّيْك لا شريك لك لبَّيْك، إنَّ الحمدَ، والنِّعْمَةَ لك والمُلْكَ، لا شريك لك)) (¬1).
وقد جاءت هذه التلبية بلفظها من حديث عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما: أن تلبية رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ((لبّيك اللَّهمّ لبَّيك، لبيك لا شريك لك لبَّيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)) (¬2)، وفي لفظ للبخاري ومسلم قال ابن عمر: ((لا يزيد على هؤلاء الكلمات)) (¬3)، وكان ابن عمر رضي اللَّه عنهما يزيد فيها: ((لبَّيك، لبَّيك، وسعديك، والخير بيديك، لبَّيك والرغباء إليك والعمل)) (¬4)، ولفظ ابن ماجه وأبي داود: وكان ابن عمر يزيد في تلبيته: لبيك، لبيك، وسعديك، والخير بيديك، والرغباء إليك والعمل (¬5).
وعن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما قال: كان عمر بن الخطاب يهلُّ بإهلال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - من هؤلاء الكلمات (¬6)، ويقول: لبَّيك اللَّهم لبَّيك، لبَّيك، لبَّيك، وسَعْدَيْكَ، والخيرُ في يديك، لبَّيك والرغباءُ إليك والعمل (¬7).
¬_________
(¬1) مسلم، كتاب الحج، باب حجة النبي - صلى الله عليه وسلم -، برقم 1218.
(¬2) متفق عليه: البخاري، كتاب الحج، باب التلبية، برقم 1549، وكتاب اللباس، باب التلبية، برقم 5915، ومسلم، كتاب الحج، باب التلبية وصفتها ووقتها، برقم 1184.
(¬3) البخاري، برقم: 5915، ومسلم، برقم 1184.
(¬4) مسلم، برقم 1184، وتقدم تخريجه قبل حديث واحد.
(¬5) أبو داود، كتاب المناسك، باب كيف التلبية، برقم 1812، وابن ماجه، كتاب المناسك، باب التلبية، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، 1/ 509، وفي صحيح ابن ماجه، 3/ 15.
(¬6) أي تلبية النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(¬7) مسلم، برقم 1184، وتقدم تخريج أصله في الحديث الذي قبله عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما.

الصفحة 72