كتاب مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة

وعن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: إني لأعلم كيف كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يلبِّي: ((لبَّيك اللَّهم لبَّيك، لبَّيك لا شريك لك لبَّيك، إن الحمد والنعمة لك)) (¬1).
وجاء لفظ حديث عائشة رضي اللَّه عنها عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: كان من تلبية النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لبَّيك اللَّهمّ لبيك، لبيك لا شريك لك لبَّيك، إن الحمد والنعمة لك)) (¬2).
وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: كان المشركون يقولون: لبيك لا شريك لك، قال: فيقول رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ((ويلكم: قد قد (¬3)))،فيقولون: إلا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك. يقولون هذا وهم يطوفون بالبيت (¬4).
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: كان من تلبية النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لبَّيْك إلهَ الحقّ))، ولفظ ابن ماجه: أن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال في تلبيته: ((لبَّيْك إله الحق لبيك)) (¬5)،وقد اشتملت تلبية النبي - صلى الله عليه وسلم - على إثبات التوحيد، والبراءة من الشرك.
فمن حج أو اعتمر فقد شرعت له هذه التلبية، وهذا من أعظم تحقيق التوحيد والبراءة من الشرك، وهذا كله من أعظم المنافع. وقوله - صلى الله عليه وسلم -:
((لبَّيك اللَّهمّ لبَّيك)) من التلبية، وهي إجابة المنادي: أي إجابتي لك
¬_________
(¬1) البخاري، كتاب الحج، باب التلبية، برقم 1550.
(¬2) النسائي، كتاب مناسك الحج، باب كيفية التلبية، برقم 2750، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 2/ 274.
(¬3) قد قد: أي: اقتصروا على هذا الكلام الذي هو توحيد، ولا تضيفوا إليه الشرك.
(¬4) مسلم، كتاب الحج، باب التلبية وصفتها ووقتها، برقم 1185.
(¬5) النسائي، كتاب مناسك الحج، باب كيفية التلبية، برقم 2751،وابن ماجه، كتاب المناسك، باب التلبية، برقم 2920، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 2/ 274، وفي صحيح ابن ماجه، 3/ 16.

الصفحة 73