كتاب مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة

ثانياً: مفهوم الحج: لغة، واصطلاحاً:
الحج لغة: القصدُ إلى كلِّ شيء، فخصَّه الشرع بقصد معيّن ذي شروط معلومة (¬1).
وقيل: الحج لغة: القصد إلى الشيء المعظَّم (¬2).
وقيل: الحج: القصد للزيارة، كما قال الشاعر:
يحجُّون بيت الزبرقان المعصفر (¬3)
وقيل: الحَِجُّ - بفتح الحاء وكسرها -: القصد (¬4).
وقيل: الحجُّ: القصدُ والكفُّ، وقصد مكة للنسك، وهو حاجٌّ، وحاجِجٌ، جمعه: حُجاج، وحجيج، وحاجةٌ: من حواجّ (¬5).
ويقال: الحجُّ: القصد، حجَّ إلينا فلانٌ: قدم، وحجَّه يحجُّه حجاً: قصده (¬6).
ويُقال: الحجُّ: القصد، ثم غلب في الاستعمال الشرعي والعرفي على حج بيت اللَّه تعالى وإتيانه، فلا يُفهم عند الإطلاق إلا هذا النوع الخاص من القصد؛ لأنه هو المشروع الموجود كثيراً، وقيل: كثرة القصد إلى من يُعظَّم (¬7).

والحج شرعاً: القصد لبيت اللَّه تعالى بصفةٍ مخصوصةٍ، في وقتٍ
مخصوصٍ، بشرائطَ مخصوصةٍ (¬8).
¬_________
(¬1) النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير، 1/ 340.
(¬2) التعريفات، للجرجاني، ص 115،والقاموس الفقهي لغة واصطلاحاً، لسعدي أبو جيب، ص 77.
(¬3) مفردات ألفاظ القرآن، للأصفهاني، ص 218، وصدر البيت: وأشهد من عونٍ حلولاً كثيرة. مفردات الأصفهاني، ص 218، ولسان العرب، 2/ 226.
(¬4) معجم لغة الفقهاء، لمحمد روَّاس، ص 153.
(¬5) القاموس المحيط، للفيروزأبادي، ص 234.
(¬6) لسان العرب، لابن منظور، 2/ 226، وانظر: المصباح المنير، 1/ 121.
(¬7) شرح العمدة في بيان مناسك الحج والعمرة، لشيخ الإسلام ابن تيمية، 1/ 75.
(¬8) التعريفات، للجرجاني، ص 115.

الصفحة 8