كتاب مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة

قال الإمام ابن المنذر رحمه اللَّه: ((وأجمعوا على أن على المرء في عمره حجةً واحدة، حجة الإسلام إلا أن ينذر نذراً فيجب عليه الوفاء به)) (¬1).
وقال المرداوي رحمه اللَّه: ((وجوب الحج في العمر مرة واحدة إجماع، والعمرة إذا قلنا تجب فمرة واحدة بلا خلاف)) (¬2).
وإذا دخل المسلم بالإحرام في حج التطوع، أو عمرة التطوع وجب عليه الإتمام، وكان ذلك فريضة عليه؛ لقوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} (¬3)، قال الإمام ابن عبد البر رحمه اللَّه: (( ... الإتمام يجب في العمرة كما يجب في الحج لمن دخل في واحدٍ منهما بإجماع)) (¬4).
¬_________
(¬1) الإجماع لابن المنذر، ص 61.
(¬2) الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف، المطبوع مع المقنع والشرح الكبير، 8/ 5 - 6.
(¬3) سورة البقرة، الآية: 196.
(¬4) التمهيد لابن عبد البر، 20/ 17، وانظر: الإجماع لابن عبد البر، جمع فؤاد بن عبد اللَّه وعبد الوهاب بن ظافر، ص 144.

الصفحة 93