كتاب المختصر من أخبار فاطمة بنت سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم

ويقول أبو بكر - رضي الله عنه -: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي».
ثم خليفةُ خليفةِ رسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: الفاروقُ عُمرُ بنُ الخطاب - رضي الله عنه - اعتنى بآل البيت عنايةً فائقة، من ذلك: أنه بدأ بهم لمَّا وضَعَ الديوانَ للعطاء؛ مَحبَّةً لهم، واحتراماً وتقديراً ومعرفةً بمكانتهم، وامتثالاً لأمْرِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - برعايتهم.
وهكذا السلَفُ الصالحُ جيلاً بعد جيل، إلى زماننا هذا ــ ولله الحمدُ والمِنَّةُ على الهدايةِ والسُّنَّةِ ــ.
قال الشيخ: ابن سِعدي: (فمَحبَّةُ أهلِ بيتِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَاجِبةٌ من وُجُوهٍ، منها:
أولًا: لإسلامهم، وفضلهم وسوابقهم.
ومنها: لما تميَّزوا به من قُرْبِ النبي - صلى الله عليه وسلم - واتصالهم بنسبه.
ومنها: لما حثَّ عليه ورَغَّب فيه.
ولما في ذلك من علامة محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم -).
قال محمد الحضرمي «بَحرَق»: (وإذا كانَتْ أبناءُ الرَّجُلِ الرئيس، بَلْ وعشيرَتُه، بَلْ وغِلْمَانُهُ وأتبَاعُهُ، بَلْ وقَبيلَتُهُ، بَلْ وأهلُ بَلَدِهِ، بَلْ وأهْلُ قُطْرِه، بَلْ وأهلُ عصرِهِ، قَدْ يَسُودُون بسيادتِه، ويشرُفونَ بِشَرَفِ رئاسَتِهِ، ويفتَخِرُونَ عَلى مَن سِوَاهُم بفَضلِهِ، ويعلُونَ بِعُلُوِّ مَنصِبِهِ ونُبْلِه، فهَل أحَدٌ أجَلُّ قَدرَاً، وأعظمُ مَرتَبَةً وفَخْرَاً ممن ينْتَسِبُ أهلُ البيتِ إليه؟ !

الصفحة 16