كتاب المختصر من أخبار فاطمة بنت سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم

والآراء، ولذلك ذهبَ مُعظَمُ العلماءِ إلى أنَّهُنَّ لا يَسْتَقْلِلْنَ بأنْفُسِهِنَّ في التزويج).
قال الباحث: حافظ محمد أنور ــ بعد دراسة طويلة ــ لمسألة المرأة والشورى واختيار الخليفة: (إنَّ المرأةَ لم تشارك في الحياة السياسية، ولم تحضر المجالس الشورية مع الرجال في عهد الرسُولِ - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدين المهديين، بل وبعدهم أيضاً فترة طويلة، ولم يكن لها دور في اختيار الخلفاء ومبايعتهم).
فمن شروط أهل الحَلِّ والعَقْدِ: الذكورية، وليس للنساء مَدخل فيه.
هذا، وإنَّ من العَجَبِ العُجَاب ـ غير المستغرَب ـ من الإمامية أن يدَّعُوا إمامَةَ فاطمة! ! (¬١)
وأعجبُ من ذلك أن يكتُبَ في سيرة فاطمة - رضي الله عنها - مَن يَنتسب إلى أهلِ السُّنَّة، فتطير الإمامية به فرحاً، ويستدلون بكلامه، وما كتبَ إلا أديبٌ مُنَحازٌ، أو غَيرُ محقِّقٍ، أو صُوفِيٌّ جَاهِلٌ، أو حَاطِبُ لَيلٍ.
---------------
(¬١) «فاطمة تجليات النبوة والإمامة» لحسن العالي (ص ٣٢٩)، «أنوار الزهراء» لحسن الأبطحي (ص ٤٤)، أفادتهما: سهى بنت عبدالعزيز العيسى في كتابها الجيِّد: «المرأة في الفكر الشيعي ـ دراسة عقدية نقدية ـ» (ص ٢٦٥).

الصفحة 162