كتاب المختصر من أخبار فاطمة بنت سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم

الهجرة، وبشَّرَهُ بِه أبو رافع مولاه، فوهب له عبداً، ومات طفلاً قبل الفطام، واختُلِف هل صلَّى عليه أم لا؟ على قولين.
وكلُّ أولادِهِ تُوفي قبله إلا فاطمة، فإنها تأخرت بعده بستة أشهر، فَرفَعَ اللَّهُ لها بصبرها واحتسابها من الدرجات ما فَضَلَتْ به نساءَ العالمين.
وفاطمةُ أفضلُ بناتِه على الإطلاق، وقيل: إنها أفضلُ نساء العالمين، وقيل: بل أمها خديجة، وقيل: بل عائشة، وقيل: بل بالوقف في ذلك).
قلت: زينب أكبر أخواتها شِبه اتفاق بين العلماء، والراجح في ترتيب فاطمة بين أخواتها:
زينب، ثُمَّ رقية، ثُمَّ أم كلثوم، ثُمَّ فاطمة - رضي الله عنهن -.
زوجها، وأولادها: سيأتي ذكرهم.

[٨] مولدها.
وُلِدَتْ فاطمة - رضي الله عنها - قبل مَبعث النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بخمس سنين، وعُمرُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - خمس وثلاثون سنة. هذا هو الراجح.
وقيل: ولدت قبل المبعث بسنة أو سنتين.
وأمَّا يذكره بعض الصوفية من تحديد يومِ وشَهْرِ ولادتها، فكَذِب.
مكان مولدها: في «مكة»، في بيت النَّبيِّ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وخديجة - رضي الله عنها -.
وكذا ما يذكره بعضُ الكتاب في القرون المتأخِّرة من آثار البيت،

الصفحة 31