كتاب المختصر من أخبار فاطمة بنت سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم
أني أتقاكُم للهِ، وأصدَقُكم، وأبرُّكم، ولولا هَدْيي لَحللتُ كما تحلُّون، فحُلُّوا، فلو استقبلتُ من أمري ما استدبَرتُ ما أهدَيْتُ». قال جابر - رضي الله عنه -: فحلَلْنا وسمعنا وأطعنا. متفق عليه.
وقال - صلى الله عليه وسلم - لعمر بن أبي سلمة - رضي الله عنه - لما سأله عن القُبْلَة للصائم: «أما والله، إني لأتقاكم لله، وأخشاكم له». رواه مسلم.
رابعاً: محبتُه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لها، واحتفاؤه (¬١) بها.
عن أسامة بن زيد، قال: مررت بعلي والعباس - رضي الله عنهم - ـ وهما قاعدان في المسجد ـ فقالا: يا أسامة استأذن لنا على رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول اللَّهِ، هذا علي والعباس يستأذنان فقال: «أتدري ما جاء بهما»؟ قلت: لا واللَّهِ ما أدري.
قال: «لكني أدري ما جاء بهما». قال: فأذَنْ لهما. فدخَلا فسلَّمَا ثمَّ قعَدَا، فقالا: يا رسول اللهِ، أيُّ أهلِكَ أحبُّ إليكَ؟ قال: «فاطمة بنت محمد».
أخرجه: أبو داوود الطيالسي ــ وهذا لفظه ــ، والترمذي، والطبراني، وغيرهم. وهو حَديثٌ حسَن.
---------------
(¬١) الاحتفاء: المبالغة في البِرِّ والإكرام، والسؤال عن الحال، وإظهار الفرح والسرور.