كتاب مختصر الصارم المسلول على شاتم الرسول

وذكر عياضٌ (¬١) أجوبة جماعة من فقهاء المالكية المشاهير بالقتل بدون استتابةٍ في قضايا:
منها: رجلٌ سمع قومًا يتذاكرون صفةَ النبيِّ؛ إذ مرَّ بهم رجلٌ قبيح الوجه واللحية، فقال: تريدون تعرفون صِفَتَه؟ هي صفة هذا المارِّ.
ومنها: رجلٌ قال: النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - كان أسود.
ومنها: رجلٌ قيل له: "لا وحق رسول الله"! فقال: فعلَ اللهُ به كذا.
ومنها: عَشَّارٌ (¬٢) قال: أَدَّ، واشْكُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬٣).
ومنها: متفقَّهٌ كان يُسميه في أثناء مناظرته: "اليتيم" و"خَتَن حَيْدرة"، ويزعم أن زهدَه لم يكن قصدًا، ولو قَدَر على الطيَّبات لأكلها وأشباه هذا.
قال الشافعي: كلُّ تعريض فيه استهانة فهو سبٌّ.
وقال أبو حنيفة وأصحابُه - فيمن تنقَّضه، أو بَرئ منه، أو كذَّبه -: إنه مرتدٌّ.
فقد اتفقت نصوص العلماء من جميع الطوائف على أن التنقُّصَ به كفر مُبِيح للدم، وهم في استتابته على ما تقدَّم من الخلاف، ولا فرقَ
---------------
(¬١) في "الشفا": (٢/ ٣٩٧ - ٣٩٨).
(¬٢) هو الذي يأخذ المكوس - الضرائب -.
(¬٣) أي أنه غير مبالٍ باطلاع النبي - صلى الله عليه وسلم - على أخذه المكس.

الصفحة 100