كتاب مختصر الصارم المسلول على شاتم الرسول

وقال: "إن الله اختارني واختار لي أصحابًا، جَعَلَ لي منهم وُزَرَاءَ وأنْصارًا وأَصْهَارًا، فَمَنْ سبَّهم فَعَلَيْه لعنةُ اللهِ والملائكةِ والناسِ أَجْمَعينَ لا يَقْبَل اللهُ منه يومَ القِيَامةِ صَرْفًا ولا عَدْلًا" (¬١).
وقال: "اللهَ اللهَ في أصحابي، لا تتَّخِذوهم غَرَضًا مِن بَعْدي، مَن أَحَبَّهم فقد أَحَبَّني، ومن أَبْغَضَهم فقد أَبْغَضَنِي، ومَن آذاهُم فَقَد آذَاني، ومَن آذاني فقد آذى اللهَ، ومَن آذى اللهَ فيوشِكُ أنْ يأْخُذَه" رواه الترمذي (¬٢) وغيره (¬٣).
وفي لفظٍ: "من سبَّ أصْحابي فقد سَبَّني، ومن سَبَّني فَقَدْ سَبَّ اللهَ" رواه ابن البناء (¬٤).
---------------
(¬١) أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة": (٢/ ٤٦٩)، والطبراني في "الكبير": (١٧/ ١٤٠)، والخلال في "السنة": (٣/ ٥١٥ رقم ٨٣٤)، والحاكم: (٣/ ٦٣٢) وغيرهم، كلهم من طريق محمد بن طلحة المدني عن عبد الرحمن بن سالم بن عتبة بن عويم بن ساعدة عن أبيه عن جده.
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقال شيخ الإسلام: "هذا محفوظ بهذا الإسناد". وضعفه الألباني في تخريج السنة بجهالة عبد الرحمن بن سالم، وسوء حفظ محمد بن طلحة، وله شاهد من حديث أنس أخرجه الخطيب في "تاريخه": (٢/ ٩٩)، ومن حديث جابر أخرجه البزار "الكشف ٣/ ٢٨٨" قال الهيثمي في "المجمع": (١٠/ ١٦): "رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف".
(¬٢) رقم (٣٨٦٢) وقال: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه" اهـ.
(¬٣) أخرجه أحمد في "المسند": (٤/ ٨٧)، وفي "فضائل الصحابة": (١/ ٤٩)، وابن أبي عاصم في "السنة": (٢/ ٤٦٥)، وابن حبان كما في "الإحسان": (١٦/ ٢٤٤)، وغيرهم من حديث عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه - والحديث إسناده ضعيف.
(¬٤) كذا قال ابن تيمية، وأخرجه ابن عدي في "الكامل": (٤/ ٢١٠) بنحوه من حديث محاذ بن جبل؛ لكنه من طريق عبد الله بن خراش عن العوَّام بن حوشب، وأحاديثه عامتها مناكير. وزاد فيه بعد أصحابي: "وأصهاري".

الصفحة 120