كتاب مختصر الصارم المسلول على شاتم الرسول

وقال: "لَعَنَ اللهُ مَنْ سَبَّ أصْحابي" رواه الزُّبيري (¬١).
وغير ذلك من السنة.
وإذا كان شتمهم بهذه المثابة، فأقل ما فيه التعزيرُ، وهذا مما لا نعلم فيه خِلافًا بين أهل الفقه والعلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - والتابعين لهم بإحسانٍ. وسائرُ أهل السنة والجماعة مجمعون على أن الواجبَ الثناءُ عليهم والاستغفار لهم والترحُّم عليهم، والترضِّي عنهم، واعتقاد محبتهم وموالاتهم، وعقوبة من أساء فيهم القول.
فمن قال: لا يقتل بشتمهم لقوله: "لا يَحِلُّ دَمُ امرئٍ مُسْلِمٍ إلا بإحدى ثلاثٍ" (¬٢) الحديث، ولأن بعضهم ربما سبَّ بعضًا (¬٣) ولم يُكفَّر أحدٌ بذلك.
ومن قال: يُقتل السابُّ أو يكفر؛ فاحتجُّوا بأَشياء:
منها: قوله: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ (¬٤) ... } الآية [الفتح: ٢٩].
---------------
(¬١) عن محمد بن خالد عن عطاء بن أبي رباح به، مرسلًا أخرجه اللالكائي: (٧/ ١٢٤٨). وأخرجه الترمذي رقم (٣٩٥٨) والبزار "الكشف: ٣/ ٢٩٣ - ٢٩٤"، والطبراني في "الكبير": (١٢/ ٤٣٤)، واللالكائي: (٧/ ١٢٤٨)، والضياء في "النهي عن سب الأصحاب": رقم (٧) مرفوعًا عن ابن عمر، وهو من مفاريد سيف ابن عمر.
قال الترمذي: "هذا حديث منكر" اهـ أي: من هذه الطريق المرفوعة عن ابن عمر، وللحديث شاهدان من حديث أنسٍ وأبي هريرة.
(¬٢) أخرجه البخاري رقم (٦٨٧٨)، ومسلم رقم (١٦٧٦) من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -. وجاء من حديث جماعة من الصحابة.
(¬٣) في الأصل: "بعض".
(¬٤) في الأصل: "آمنوا معه" وهو سبق قلم.

الصفحة 121