كتاب مختصر الصارم المسلول على شاتم الرسول

وعمر فهمَّ بقتلِه (¬١). وهذا محفوظٌ عن أبي الأحوص، ورواه النجَّاد وابن بطَّة واللالكائي (¬٢) وغيرهم.
ومراسيل إبراهيم جِياد، ولا يُظْهِر عليٌّ أنه همَّ بقتل رجلٍ إلا وهو حلال قتله عنده، وإنما تركه خوف الفتنة، كما أمسك رسولُ الله عن قتل بعض المنافقين.
وقال عبد الرحمن بن أبْزَى: "لو سمعت رجلًا يسبُّ عمرَ لضربتُ عُنقه" (¬٣)، وعبد الرحمن صحابيٌّ مشهور، كان عاملًا على مكة (¬٤)، واستعمله عليٌّ على خراسان.
وقال علي: "لا يُفَضِّلُنِي أحدٌ على أبي بكرٍ وعمرَ إلا جَلَدْتُه جَلْد المفتري، خيرُ الناسِ بعد رسول الله أبو بكرٍ ثمَّ عمر" (¬٥). رواه عبد الله بن أحمد وابن بطة وغيرهما، والآثار في ذلك كثيرة جدًّا.
---------------
(¬١) أخرجه اللالكائي: (٧/ ١٢٦٤).
(¬٢) تحرفت في الأصل إلى: "اللاكي".
(¬٣) أخرجه الخلال في "السنة": (١/ ٢٥٥) بنحوه.
(¬٤) لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.
(¬٥) هذان أثران عن علي - رضي الله عنه - جمعها المؤلف في سياقٍ واحد. الأثر الأول ينتهي عند قوله "المفتري" أخرجه أحمد في "الفضائل": (١/ ٨٣)، وعبد الله بن أحمد في "السنة": (٢/ ٥٦٢).
والأثر الثاني قوله: "بلغني أن قومًا يفضلوني على أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - ولو كنت تقدمت في هذا لعاقبت فيه، ولكني أكره العقوبة قبل التقدم، ومن قال شيئًا من ذلك فهو مفترٍ، عليه ما على المفتري، خير الناس ... " إلى آخره. أخرجه أحمد في "الفضائل": (١/ ٣٣٦)، وابنه في "السنة": (٢/ ٥٨٨) وغيرهما.

الصفحة 126