كتاب السنن الصغرى للبيهقي - ت الأعظمي ط الرشد (اسم الجزء: 1)

بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على محمد وآله وسلم قال
الحمد لله رب العالمين شكرا لنعمته ولا إله إلا الله وحده لا شريك له اقرارا بربوبيته ووحدانيته والصلاة على رسوله محمد وآله أما بعد
فإن الله تبارك وتعالى سهل على نصنيف كتاب مختصر في بيان ما يجب على العاقل البالغ اعتقاده والاعتراف به في الأصول منوى بذكر أطراف أدلته من كتاب الله تعالى وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن إجماع السلف ودلائل المنقول
ثم إني استخرت الله تعالى في اردافه بتصنيف كتاب يشتمل على بيان ما ينبغي أن يكون مذهبه بعد ما صح اعتقاده في العبادات والمعاملات والمناكحات والحدود والسير والحكومات ليكون بتوفيق الله عز وجل لكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم متبعا وبالصالحين من عباده مقتديا ولله جل ثناؤه فيما فرض عليه وندب إليه نصا أو دلالة مطيعا وعما زجر عنه منزجرا ويكون في حالتي التوقير والتقصير ممن يرجو رحمة ربه ويخشى عذابه وأي عبد عبده حق قدره أو قام فيما تعبده به بواجب أمره والله تعالى بجزيل انعامه واكرامه يعيننا على حسن عبادته وبفضله وسعة رحمته يتجاوز عنا ما قصرنا فيه من طاعته ويوفقني لإتمام ما نويته من بيان مذهب أهل السنة والجماعة في استعمال الشريعة على طريق الاختصار ويعينني والناظرين فيه للأستشمار به والاقتداء في جميع ذلك بأهل الرشد والهداية ولحسن عاقبتنا في امور الدنيا والآخرة انه قريب مجيب وبعباده رؤوف رحيم
____________________

الصفحة 17