كتاب السنن الصغرى للبيهقي - ت الأعظمي ط الرشد (اسم الجزء: 5)


1926 - وحديث أبي إسحاق ، عن امرأته العالية بنت أيفع ، عن عائشة أن أم محبة قالت : يا أم المؤمنين ! إني بعت زيد بن أرقم جارية إلى عطائه بثمانمائة درهم نسيئة ، واشتريتها منه بستمائة نقداً . فقالت لها : بئس ما اشتريت وبئس ما اشترى ، أبلغي زيد بن أرقم أنه قد بطل جهاده مع رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] إن لم يتب ( 1 ) . هكذا رواية أبي الأحوص ، عن أبي إسحاق . وفي رواية أخرى : بئس ما شريت ، وبئس ما اشتريت . فهذا إن صح فإنما أبطلته لاشتراء زيد إلى عطائه ، وهو أجل مجهول .
1927 - ثم قد روي عن ابن عمر وشريح أنهما لم يريا بأساً بأن يشتريه بأقل مما باعه . والقياس معهما ومع زيد بن أرقم - والله أعلم - وفي ثبوت الخبر نظر ، لأنه لا يستحق زيداً ( رضى الله عنه ) الوعيد المذكور في الخبر بما يراه جائزاً ، وامرأة أبي إسحاق لم تثبت عدالتها . وقد أشار الشافعي ( رضى الله عنه ) إلى جميع ما ذكرناه من تضعيف الحديث وتأوله ( 2 ) .

____________________

الصفحة 146