كتاب السنن الصغرى للبيهقي - ت الأعظمي ط الرشد (اسم الجزء: 8)


قال الشافعي : ' ووعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فتح فارس والشام ، فأغزى أبو بكر الشام على ثقة من فتحها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ففتح بعضها ، وتم فتحها زمان عمر ، وفتح عمر العراق وفارس ' .
3733 - قال الشافعي : ' فقد أظهر الله جل ثناؤه دينه الذي بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأديان ، بأن أبان لكل من سمعه أنه الحق ، وما خالفه من الأديان باطل ، وأظهره بأن جماع الشرك دينان دين أهل الكتاب ، ودين الأميين ، فقهر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأميين حتى دانوا بالإسلام طوعاً وكرهاً ، وقتل من أهل الكتاب وسبي حتى دان بعضهم بالإسلام ، وأعطى بعض الجزية صاغرين ، جرى عليهم حكمه صلى الله عليه وسلم ، وهذا ظهوره على الدين كله ' .
3734 - قال الشافعي : ' وقد يقال : ليظهرن الله دينه على الأديان ، حتى لا يدان الله إلا به ، وذلك متى شاء الله . وقال : وكانت قريش تنتاب الشام انتياباً كثيراً ، وكان كثير من معاشها منها ، وتأتي العراق ، فيقال : لما دخلت في الإسلام ، ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم خوفها من انقطاع معاشها بالتجارة من الشام والعراق إذا فارقت الكفر ، ودخلت في الإسلام مع خلاف ملك الشام والعراق لأهل الإسلام ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ' إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ' فلم يكن بأرض العراق كسرى ثبت له أمر بعده ، وقال : ' إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده ' فلم يكن بأرض الشام قيصر بعده ، وأجابهم على ما قالوا له ، وكان كما
____________________

الصفحة 125