كتاب السنن الصغرى للبيهقي - ت الأعظمي ط الرشد (اسم الجزء: 8)

عكرمة بن أبي جهل ، وعبد الله بن خطل ، ومقيس بن صبابة ، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح ' . فأما عبد الله بن خطل فأدرك ، وهو متعلق بأستار الكعبة ، فاستبق إليه سعيد بن زيد وعمار بن ياسر فسبق سعيد عماراً ، وكان أشب الرجلين ، فقتله ، وأما مقيس بن زيد بن صبابة فأدركه الناس في السوق فقتلوه ، وأما عكرمة فركب البحر ، فأصابتهم عاصف ، فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة : أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئاً هاهنا ، قال عكرمة : والله لئن لم ينجيني في البحر إلا إلاخلاص لا ينجني في البر غيره ، اللهم إن لك علي عهداً أن أنت عافيتني مما أنا فيه ، أن آتي محمداً صلى الله عليه وسلم حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفواً كريماً ، قال : فجاء فأسلم ، وأما عبد الله ابن سعد بن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان ، فلما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة جاء به حتى أوقفه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، بايع عبد الله قال : فرفع رأسه ، فنظر إليه ثلاثاً كل ذلك يأبى ، فبايعه بعد ثلاث ، ثم أقبل على أصحابه فقال : ' أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله ' فقالوا : ما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك هلا أومأت إلينا بعينك ؟ قال : ' إنه لا ينبغي لنبي أن يكون له خائنة الأعين ' .

____________________

الصفحة 80