كتاب السنن الصغرى للبيهقي - ت الأعظمي ط الرشد (اسم الجزء: 9)


4247 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو الحسن الطرائفي ، وأبو محمد الكعبي قالا : وأخبرنا إسماعيل بن قتيبة ، أنا أبو خالد يزيد ابن صالح ، حدثني بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان في قوله : ! ( يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الأرض ) ! [ المائدة : 106 ] وذلك أن رجلين نصرانيين من أهل دارين أحدهما تميم ، والآخر عدي صحبهما مولى لقريش في تجارة ، وركبوا البحر ، ومع القرشي مال معلوم قد علمه أولياؤه من بين آنية وبزورقة . فمرض القرشي فجعل الوصية إلى الداريَّيْنِ . فمات ، فقبض الداريان المال . فلما رجعا من تجارتهما جاءا بالمال والوصية فدعاه إلى أولياء الميت ، وجاءا ببعض ماله ، فاستنكر القوم قلة المال ، فقالوا للداريَّين : إنَّ صاحبنا قد خرج معه بمال كثير مما أتيتما به ، فهل باع شيئاً أو اشترى شيئاً فوضع فيه ؟ أم هل طال مرضه فأنفق على نفسه ؟ قالا : لا . قالوا : إنكما قد خُنتما لنا . فقبضوا المال ، ورفعوا أمرهم إلى النبي ، فأنزل الله عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا شهادةً بينِكُم إذا حَضَرَ أحَدَكُم الموتُ ) إلى آخر الآية . فلما نزلتْ أن يُحْبَسا بعد الصلاة أمرهما
____________________

الصفحة 121