كتاب السنن الصغرى للبيهقي - ت الأعظمي ط الرشد (اسم الجزء: 9)

ينفع تكلم بحق لا نفاذ له ، وآسِ بين الناس في وجهك ومجلسك وعدلك ، حتى لا يطمع شريف في حيفِك ، ولا يخاف ضعيفٌ من جورك ، البينة على من ادعى ، واليمين على من أنكر ، والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحاً أحلَّ حراماً ، أو حرَّم حلالاً ، لا يمنعك قضاءٌ قضيته بالأمس راجعتَ الحق ، فإن الحق قديم ، لا يبطل الحق شيء ، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل ، الفهم الفهم فيما يختلج في صدرك ، فما لم يبلغك في القرآن والسنة ، فتعرف الأمثال والأشباه ، ثم قِسْ الأمور عند ذلك ، واعمد إلى أحبها إلى الله وأشبهها فيما ترى ، واجعل للمدعي أمداً ينتهي إليه ، فإن أحضر بَيّنَتَه وإلا وجهت عليه القضاء ، فإن ذلك أجْلَى للعَمَى ، وأبلغ في العذر ، والمسلمون عدول بعضهم على بعض ، إلا مجلوداً في حد ، أو مجرباً بشهادة الزور ، أو ظنيناً في ولاء أو قرابة ، فإن الله تولى منكم السرائر ، ودرأ عنكم الشبهات ، ثم إياك والضجر والقلق ، والتأذي بالناس ، والتنكر بالخصوم في مواضع الحق التي يوجب الله بها الأجر ، ويكسب بها الذخر ، فإنه من يُصْلِحَ سريرتَه فيما بينه وبين ربه ، أصلح الله ما بينه وبين الناس . ومن تزيَّن للناس بما يعلم الله منه غير ذلك شانه الله . فما ظنك بثواب غير الله في عاجل الدنيا وخزائن رحمته . والسلام ( 1 ) .
____________________

الصفحة 48