كتاب الأحاديث المختارة (اسم الجزء: 5)

آخَرُ
١٦١٣ - أَخْبَرَنَا خَالِي الْإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ الْمَقْدِسِيُّ - رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ - أَنَّ أَبَا الْقَاسِمِ هِبَةَ اللهِ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ هِلَالٍ الدَّقَّاقَ أَخْبَرَهُمْ، أَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ زَكَرِيٍّ (¬١) الدَّقَّاقُ، أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ، أَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ ثَوَابٍ أَبُو عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فَسَأَلَنِي

⦗١٢⦘
عَنِ الْحَلَبِيِّ، وَكَانَ يُوَثِّقُهُ وَيَأْسَفُ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يُكْتَبْ عَنْهُ شَيْءٌ، فَقَالَ: مَا كَتَبْتَ عَنْهُ؟
قُلْتُ: لِحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَجَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيِّ، وَقَزَعَةَ بْنِ سُوَيْدٍ.
فَقَالَ: أَسِفْتُ عَلَيْهِ مَا كَتَبْتُ عَنْهُ شَيْئًا، كَانَ شَيْخًا ثِقَةً، فَحَدَّثْتُهُ عَنْهُ قُلْتُ: حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ عُثْمَانَ الْحَلَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: «جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي خَيْرًا، فَأَخَذَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَدِهِ، فَقَالَ: قُلْ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، قَالَ: فَعَقَدَ الْأَعْرَابِيُّ عَلَى يَدِهِ، ثُمَّ مَضَى فَتَفَكَّرَ ثُمَّ رَجَعَ، فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالَ: تَفَكَّرَ الْبَائِسُ. فَجَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، هَذِهِ لِلهِ، فَمَا لِي؟ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: يَا أَعْرَابِيُّ، إِذَا قُلْتَ سُبْحَانَ اللهِ، قَالَ اللهُ: صَدَقْتَ، وَإِذَا قُلْتَ: الْحَمْدُ لِلهِ، قَالَ اللهُ: صَدَقْتَ، وَإِذَا قُلْتَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ اللهُ: صَدَقْتَ، وَإِذَا قُلْتَ: اللهُ أَكْبَرُ، قَالَ اللهُ: صَدَقْتَ، فَإِذَا قُلْتَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، قَالَ اللهُ: فَعَلْتُ، فَإِذَا قُلْتَ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي، قَالَ اللهُ: فَعَلْتُ، وَإِذَا قُلْتَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي، قَالَ اللهُ: قَدْ فَعَلْتُ. قَالَ: فَعَقَدَ الْأَعْرَابِيُّ عَلَى سَبْعٍ فِي يَدِهِ، ثُمَّ وَلَّى.»
---------------
(¬١) في طبعة دار خضر، تحقيق عبد الملك بن عبد الله بن دهيش: ركزي، والصواب ما أثبتاه كما في مواضع أخرى من نفس الكتاب، وفي السير.

الصفحة 11