كتاب مجموعة القصائد الزهديات (اسم الجزء: 2)

هَذا وذَاكَ بِسَمْعِهِ وبِعِلْمِهِ ... لَو شَاءَ عَاجَلهُم بِكُلِ هَوَانِ
لكن يُعَافِيهم ويَرْزُقْهُمُ وهُمْ ... يُؤْذُونَهُ بالشِّرْكِ والكُفْرَانِ
«فصل»
وهو الرقِيبُ عَلَى الخَواطِر واللَّوَا ... حِظِ كَيفَ بالأفْعَالِ بالأرَكَانِ
وهو الحفيظُ عليهم وهُو الكَفِيلُ ... بحفظِهِم مِن كُلِ أمْرٍ عَانِ
وهو اللِطيفُ بِعَبْدِهِ ولِعَبْدِهِ ... واللُّطْفُ في أوصَافِهِ نَوعانِ
إدْرَاكُ أسْرارِ الأمُورِ بِخبْرَةٍ ... واللُّطْفُ عِنْدَ مَوَاقِعِ الإِحْسَانِ
فَيُرِيكَ عِزَّتَهُ ويَبْدِي لطفهُ ... والعَبْدُ في الغَفَلاتِ عن ذا الشانِ
«فصل»
وهو الرفيقُ يُحبُّ أهْلَ الرِفْقِ بَلْ ... يَعُطِيهُم بالرِفقِ فَوقَ أمَانِ
وهو القَرِيبُ وقُرْبُهُ المَختَصُّ ... بالدّاعِي وعَابِدِهِ عَلَى الإِيمَانِ
وهو المجيَبُ يَقُولُ مَن يَدعُو أُجِبْهُ ... أنا المجِيبُ لِكُلِّ مَن نَادَانِي
وهو المجيبُ لِدَعْوَةِ المضْطَرِّ إذْ ... يَدْعُوهُ في سِرٍّ وفي إعْلانِ
وهو الجَوادُ فَجُودُهُ عَمَّ الوُجُوِ ... د جَمِيعَهُ بالفَضْلِ والإِحْسَانِ
وهو الجَوادُ فلا يُخَيِّبُ سَائِلاً ... وَلَو أنَّهُ مِن أُمَّةِ الكُفْرانِ
وهو المغيثُ لِكُلِّ مَخْلُوقَاتِهِ ... وكَذَا يَجُيبُ إغَاثَةَ اللَّهفَانِ
«فصل»
وهو الوَدُودُ يُحِبُّهُم ويُحبُّهُ ... أحْبَابُهُ والفَضْلُ لِلْمَنَّانِ
وهو الذي جَعَلَ المحبة في قُلُو ... بِهِمَ وجَازَاهُم بِحُبِّ ثَانِ
هَذا هُوَ الإِحْسَانُ حَقًّا لاَ مُعَا ... وَضَةً ولا لِتَوقُّعِ الشُكْرِانِ
لكن يُحبُّ شَكُورَهُم وشُكُورُهُمْ ... لاَ لاحِتَياجٍ مِنْهُ لِلشُّكْرانِ

الصفحة 585