كتاب مجموعة القصائد الزهديات (اسم الجزء: 2)

فِبه اسْتَنارَ العرشُ والكُرسيُ مَعْ ... سَبْعِ الطِباقِ وسَائِرِ الأكْوانِ
وكِتابُهِ نُورٌ كَذلِكَ شَرْعُهُ ... نُورٌ كَذَا المبعوثُ بالفُرقانِ
وكَذلِكَ الإِيمانُ في قَلبِ الفَتَى ... نُورٌ عَلى نُورٍ مَعَ القُرآنِ
وحِجَابُهُ نُورِ فلو كَشَفَ الحِجَا ... بَ لأحْرَقَ السُّبُحَاتِ للأكْوانِ
وإذا أتَى لِلْفَصْلِ يُشْرِقُ نُورُهُ ... في الأرْضِ يَومَ قِيَامَةِ الأبْدانِ
وكُّذاكَ دَارُ الربِ جناتُ العُلى ... نُورٌ تَلأَلأَ لَيسَ ذَا بُطْلاَنِ
والنُورُ ذُو نَوعَينِ مَخْلُوقٌ ... وَوَصْفٌ ما هُمَا وَاللهُ مَتَّحدَانِ
وكَذَلِكَ المخلُوقُ ذَو نَوعَينِ ... مَحْسُوسٌ ومَعْقُولٌ هُمَا شَيئانِ
احْذَرْ تَزلْ فَتَحْتَ رِجْلِكَ هُوَّةٌ ... كَمْ قَدْ هَوى فيها عَلى الأزْمَانِ
مَن عَابِدٍ بالجَهْلِ زَلِّتْ رِجْلُهُ ... فَهَوى إلى قَعْرِ الحَضِيضِ الدانِي
لاحَتْ لَهُ أنوارُ آثارِ العِبَا ... دَةِ ظنَّها الأنْوارَ لِلْرَّحْمِنِ
فأتَى بكُلِّ مُصْيبَةٍ وبَليِّةٍ ... ما شَئْتَ مِن شَطْحِ ومِن هَذيانِ
وكَذَا الحُلوليُ الذي هو خدْنُهُ ... مِن هَا هُنَا حَقًّا هما أخَوَانِ
ويُقَابلُ الرَجُلين ذُو التَّعِطْيل ... والحُجْبِ الكَثْيفَةِ مَا هُما سِيَّانِ
ذَا في كَثافَةِ طبْعِهَ وظَلاَمِهِ ... وبِظُلْمِةِ التَّعْطَيلِ هَذا الثاني
والنورُ مَحُجْوبٌ فَلا هَذا ولا ... هَذَا لَهُ مِن ظُلمةٍ يَرَيانِ
«فصل»
وهُوَ المُقَدِّمُ والمُؤَخِّرُ ذَانِكَ ... الصِّفَتَانِ للأَفْعَالِ تَابعَتَانِ
وهُمَا صفاتُ الذاتِ أَيْضًا إذْ هُمَا ... بالذَاتِ لا بالغِيرِ قَائِمتَانِ
ولذَاكَ قَدْ غَلِطَ المقَسمُ حِينَ ... ظَنَّ صِفَاتِهِ نَوعَانَ مُخَتَلفانِ
إنْ لَمْ يُردْ هَذا ولَكِن قَدْ أرَا ... دَ قيامَها بالفعل ذِي الإِمكانِ
والفعلُ والمفعولُ شيءٌ واحدٌ ... عندَ المُقَسِّم مَا هُمَا شَيئانِ

الصفحة 589