كتاب ملامح رئيسية للمنهج السلفي

على أن التأويل الصحيح في النصوص يتطلب كذلك: (1)
1- أن يحتمل اللفظ لغة هذا المعنى المرجوح.
2- ورود ما يفيد وجوب هذا التأويل لظاهر النصوص الشرعية من النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ يمتنع اقتضاء صرف نصوص الكتاب والسنة عن ظاهره بدون بيان وتنبيه وإرشاد من النبي - صلى الله عليه وسلم -.
3- بيان النبي - صلى الله عليه وسلم - لذلك وأن ظاهر النص غير مراد.
4- سلامة دليل التأويل من معارض.
وقد أقر بصحة مذهب السلف في ترك تأويل أدلة الكتاب والسنة العديد من كبار علماء الكلام الأشاعرة في أواخر حياتهم وأظهروا الرجوع عما يخالف ذلك قبل موتهم.
فأبو الحسن الأشعري نفسه صرح برجوعه إلى مذهب السلف في آيات الصفات وأحاديثها، ففي كتاب "مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين" ذكر أقوال جميع أهل الأهواء والبدع والمؤولين والنافين لصفات الله أو بعضها، ثم قال: "جملة ما عليه أهل الحديث والسنة الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله، وما جاء من عند الله، وما رواه الثقات عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يردون من ذلك شيئًا".
وقال أيضاً: "فهذه جملة ما يأمرون به ويستعملونه ويرونه، وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول، وإليه نذهب، وما توفيقنا إلا بالله، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وبه نستعين وعليه نتوكل وإليه المصير".ا. هـ.
______________
(1) - راجع في ذلك: ـ
- "أضواء البيان في إيضاح القرآن" للشنقيطي تفسير سورة آل عمران جـ1/ص234-235
- كلام ابن تيمية عن التأويل في كتابه "نقض المنطق": ص 56 - 59
- "رسالة الإكليل في المتشابه والتأويل" لابن تيمية. المطبعة السلفية.
- "الرسالة المدنية" لابن تيمية.
ومما يصح أن نمثل به لاستيفاء هذه الشروط الحديث القدسي في الصحيح (يا ابن آدم مرضت فلم تعدني) وهذا من مجاز حذف المضاف تحتمله اللغة ودل عليه الدليل من نفس الحديث من قوله تعالى: (مرض عبدي فلان) وسلم هذا الدليل من معارض وهو من بيان الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وعلى هذا فليس من صفات الله المرض ولا الاستسقاء ولا الاستطعام تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. (وكتبه ياسر برهامي) .

الصفحة 101