كتاب ملامح رئيسية للمنهج السلفي

والباقلاني في كتابه (التمهيد) تكلم في فساد التأويل ورد على الآخذين به في أسماء الله تعالى وصفاته.
وإمام الحرمين أبو المعالي الجويني بعد أن انتصر للتأويل في كتابه (الإرشاد) رجع عنه في رسالته (العقيدة النظامية) وقال فيها: "والذي نرتضيه رأياً وندين الله به عقداً، اتباع سلف الأمة، فالأولى الاتباع وترك الابتداع والدليل السمعي القاطع في ذلك أن إجماع الأمة حجة متبعة وهو مستند معظم الشريعة" ا. هـ.
وقال أيضاً: "فإذا انصرم عصرهم - أي الصحابة - وعصر التابعين على الإضراب عن التأويل كان ذلك قاطعاً بأنه الوجه المتبع بحق، فعلى ذي الدين أن يعتقد تنزه الرب تعالى عن صفات المحدثات ولا يخوض في تأويل المشكلات ويكل معناها إلى الرب"ا. هـ.
والإمام أبو حامد الغزالي في كتابه "إلجام العوام عن علم الكلام": "اعلم أن الحق الصريح الذي لا مراء فيه عند أهل البصائر هو مذهب السلف أعني الصحابة والتابعين". ثم قال: "إن البرهان الكلي على أن الحق في مذهب السلف وحده ينكشف بتسلم أربعة أصول مسلمة عند كل عاقل" ثم بين أن:
الأول: من تلك الأصول أن النبي - صلى الله عليه وسلم - هو أعرف الخلق بصلاح أحوال العباد في دينهم ودنياهم.
الأصل الثاني: أنه بلغ كما أوحى إليه ولم يكتم منه شيئاً.
الأصل الثالث: أن أعرف الناس بمعاني كلام الله وأحراهم بالوقوف على أسراره هم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين لازموه وحضروا التنزيل.
الأصل الرابع: أن الصحابة - رضي الله عنهم - في طول عصرهم إلى آخر أعمارهم ما دعوا الخلق إلى التأويل، ولو كان التأويل من الدين أو علم الدين لأقبلوا عليه ودعوا إليه أولادهم وأهلهم.
ثم قال الغزالي: "وبهذه الأصول الأربعة المسلمة عند كل مسلم نعلم بالقطع أن الحق ما قالوه والصواب ما رأوه" (1) ا. هـ.
__________
(1) - راجع تفسير قوله تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن) من أضواء البيان للشنقيطي وصون المنطق والكلام للحافظ السيوطي. وانظر المنتظم لابن الجوزي جـ9/ص170. وطبقات الشافعية للسبكي جـ6/ص210.

الصفحة 102