كتاب ملامح رئيسية للمنهج السلفي

ب - رفض تحريف النصوص
التحريف: هو التغيير والتبديل. مأخوذ من قولهم: حرفت الشيء عن وجهه حرفاً. من باب ضرب إذا أملته وغيرته، والتشديد للمبالغة. وتحريف الكلام تفسيره بغير المعنى المتبادر منه.
والتحريف قسمان: تحريف للفظ وتحريف للمعنى. وكلاهما وقع من أهل الكتاب في كتبهم، فما في أيدي أهل الكتاب من كتب هي مما وقع فيه هذا التحريف بنص القرآن:
قال تعالى: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون} (البقرة: 79) فهذا تحريف لفظي للكتاب كتابة.
قال تعالى: {وإن منهم فريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون} (آل عمران: 78) فهذا تحريف لفظي للكتاب باللسان.
وقال تعالى: {يحرفون الكلم من بعد مواضعه} (المائدة: 41) فهذا تحريف لمعاني الكتاب. (1)
والذين يخرجون عن المعاني الظاهرة للنصوص الشرعية بغير دليل هم محرفون للكتاب.
من أمثلة ذلك:
قول الجهمية والأشاعرة ونحوهم من أهل البدع في قوله تعالى: {استوى} استولى بزيادة اللام. فهو كقول اليهود حنطة لما قيل لهم قوله حطة.
وكقول بعض المبتدعة بنصب لفظ الجلالة في قوله تعالى: {وكلم الله موسى تكليماً} .
وكقول الأشاعرة في قول الله تعالى: {وجاء ربك} : وجاء أمر ربك. ونحو ذلك.
فهذا تحريف للفظ والمعنى. وتفسير بعض المبتدعة لصفة الغضب بإرادة الانتقام. وتفسيرهم الرحمة بإرادة الإنعام. وقولهم أن المراد باليدين بالنعمة أو القدرة. (2) وهذا تحريف للمعنى. وهذا كله من الباطل ومن التحريف النهي عنه.
__________
(1) - انظر (منة الرحمن في نصيحة الإخوان) للشيخ ياسر برهامي ط. مكتبة الإيمان الإسكندرية بتصريف: ص30.
(2) - راجع (الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية) تأليف الشيخ عبد العزيز المحمد السلمان. ط. دار الدعوة الإسكندرية: ص48
وانظر شرح العقيدة الواسطية لمحمد خليل هراس. ط. الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ص16 ط. الرابعة.
وانظر شرح معارج القبول جـ1/ص321.

الصفحة 104