جـ - رفض التعطيل
التعطيل مأخوذ من العطل وهو الخلو والفراغ والترك ومنه قوله تعالى: {وبئر معطلة وقصر مشيد} (الحج: 45) أي بئر أهملها أهلها وتركوها، والمراد بالتعطيل نفي الصفات الإلهية وإنكار قيامها بذاته تعالى.
والتعطيل للأسماء والصفات الإلهية مذهب الجهمية والمعتزلة. والفرق التحريف والتعطيل.
أن التعطيل: نفي للمعنى الحق الذي عليه الكتاب والسنة
أما التحريف: فهو تفسير النصوص بالمعاني الباطلة التي لا تدل عليها.
والنسبة بينهما العموم والخصوص المطلق.
فإن التعطيل أعم مطلقاً من التحريف. بمعنى أنه كلما وجد التحريف التعطيل دون العكس.
وبذلك يوجدان معاً فيمن أثبت المعنى الباطل ونفى المعنى الحق. كتفسير الأشاعرة: (استوى) باستولى، (والمجيء) بمجيء الأمر، (واليد) بالقدرة، (والرحمة) بإرادة الإنعام، ونحو ذلك من تأويلاتهم الباطلة.
ويوجد التعطيل بدون التحريف فيمن نفى الصفات الواردة في الكتاب والسنة وزعم أن ظاهرها غير مراد ولكنه لم يعين لها معنى آخر، وهو ما يسمونه بالتفويض.
والتفويض ليس من مذهب السلف. فإن السلف لم يكونوا يفوضون في علم المعنى، ولا كانوا يقرؤون كلاماً لا يفهمون معناه بل كانوا يفهمون معاني النصوص من الكتاب والسنة، ويثبتونها لله عز وجل، ثم يفوضون ما وراء ذلك من كنه الصفات أو كيفياتها كما قال مالك حين سئل عن كيفية استوائه تعالى على العرش: (الاستواء معلوم والكيف مجهول). (1)
__________
(1) - شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية: تأليف محمد خليل هراس. ط. دار الدعوة السلفية ط -1412هـ-1992م. الإسكندرية ص21 - 22.