كتاب ملامح رئيسية للمنهج السلفي

والمحصلة أن:
مذهب السلف الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه، وبما وصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم - والتسليم بها، وإجراؤها على ظاهرها، والإيمان بما جاء فيها على الوجه اللائق بجلال الله وكماله، من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية مبيناً مذهب السلف:
"فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه، ولا يحرفون الكلم عن موضعه ولا يلحدون في أسماء الله وآياته، ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه، لأنه سبحانه لا سمي له، ولا كفء له، ولا ند له، ولا يقاس بخلفه سبحانه وتعالى. فإنه اعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلا وأحسن حديثا من خلقه، ثم رسله صادقون مصدقون بخلاف الذين يقولون عليه مالا يعلمون. (2) ولهذا قال: {سبحان ربك رب العزة عما يصفون () وسلام على المرسلين () والحمد لله رب العلمين} (الصافات: 180-182)
فسبح نفسه عما وصف به المخالفون للرسل، وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب. وهو قد جمع فيما وصف وسمى نفسه بين النفي والإثبات.
فلا عدول لأهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون، فإنه الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين" ا. هـ.
____________
(1) - المبتدعة من أهل الأهواء عكسوا الأمر، فنفوا عن الله تعالى ما أثبته لنفسه من الصفات، وأثبتوا له من عند أنفسهم ما نزه نفسه عز وجل عنه مما يخالف ما تقتضيه أسمائه وصفاته. فوقعوا في تكذيب الكتاب والسنة وبدلوا قولا غير الذي قيل لهم.

الصفحة 109