4- التمسك بفهم الصحابة للكتاب والسنة وعملهم بهما
يقوم المذهب السلفي على فهم الكتاب والسنة والعمل بهما وفق فهم الصحابة - رضي الله عنهم - لهما، لذا يتمسك السلفيون بما ورد عن الصحابة ويقتدون بهم في ذلك، ويرون فهمهم للكتاب والسنة أولى ومقدم على من دونهم.
والتمسك بهدي الصحابة - رضي الله عنهم - وعملهم مما تكلم فيه علماء السلف وبينوا حدوده وأحواله.
ففي الجوانب العقائدية:
ذهب السلف الصالح إلى اعتقاد ما ورد عن الصحابة - رضي الله عنهم - ومن أخذ عنهم للآيات القرآنية والأحاديث النبوية المتعلقة بعقائد الإسلام مما لا يقبل الخروج عنه عند أهل السنة والجماعة، ويقوي ذلك أن الصحابة - رضي الله عنهم - لا يعرف عنهم الاختلاف في أمور العقيدة (1) بل كانوا في ذلك على إجماع واضح، يندر الخلاف فيه عنهم، وإنما خالفهم أهل البدع والأهواء ممن جاءوا بعدهم، وبدلوا وغيروا، وظهر جلياً خروجهم عن معتقد الصحابة - رضي الله عنهم - وأصولهم الإيمانية.
والآيات القرآنية والأحاديث النبوية في تزكية معتقد الصحابة وأصولهم الإيمانية ظاهرة الدلالة على ذلك. قال تعالى في حقهم - رضي الله عنهم -: {فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا} (البقرة: 137) . وقال تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} (آل عمران: 110) .
وقال تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس} (البقرة: 143) .
وقال - صلى الله عليه وسلم -: (إن خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم...الحديث) (2) .
وقال - صلى الله عليه وسلم -: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ) (3) .
__________
(1) - لم يختلف الصحابة في مسألة اعتقادية ينبني عليها عمل قط، لكن وقع بعض الاختلاف في أمور نظرية لا ينبني عليها عمل، مثاله ما ورد عن اختلاف الصحابة في رؤيته - صلى الله عليه وسلم - لربه عز وجل في ليلة الإسراء والمعراج، والاختلاف في أيهما خلق أولا العرش أم القلم.
(2) - متفق عليه.
(3) - رواه أحمد وأبو داود والترمذي. وقال حسن صحيح.