ويشهد لفضل الصحابة وتقدمهم على من سواهم:
1- أنهم أعلم الأمة بكتاب الله حفظاً وتلاوة وتفسيراً إذ أخذوه من فم النبي - صلى الله عليه وسلم - مباشرة، وبين لهم - صلى الله عليه وسلم - معانيه وهم أعلم الأمة بلغة القرآن، وبأسباب ومناسبات نزول آياته لم يغب عنهم منه شيئاً.
2- أنهم أعلم الأمة بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهديه، فهم حفظة أقواله ومشاهدو أعماله، والأعلم بمواطن إقراره، ويعرفون مناسبة كل منها، والناسخ منها والمنسوخ، والعام منها والخاص، والمقيد منها والمطلق.
3- أنهم من أشد الناس تمسكاً بما أخذوه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - لا يفرقون في العمل بهديه - صلى الله عليه وسلم - بين صغيرة وكبيرة، وقد ضربوا في اتباعه - صلى الله عليه وسلم - وشدة حبهم لهديه وسنته أمثالاً رائعة لا مثيل لها، ولا يعرف أحد أشد حباً وشغفاً بمتابعة لشخص كحب ومتابعة الصحابة للنبي - صلى الله عليه وسلم -.
4- أنهم أهل اجتهاد ونظر، لما ملكوا من وسائل الاجتهاد الكثيرة كالعلم بالكتاب والسنة، والإحاطة باللغة العربية، ورجاحة العقل والفراسة والفطنة، ومعرفة أسباب النزول، وعلل الأحكام، والقدرة العالية على الاستنباط والاستدلال من النصوص.
5- أنهم أهل اللغة العربية، أحاطوا بها إحاطة تامة، علموا مشهورها وغريبها، وجليلها ودقيقها، وأساليبها البلاغية، ومفهومها ودلائلها، لم يعرفوا لحن اللسان، ولم تلحقهم شوائب العجم.
6- أنهم أهل صلاح وتقوى، وزهد وورع، وفراسة وكياسة، حريصون على الآخرة، معرضون عن الدنيا، فسهل عليهم الانقياد للحق، وانفتحت لهم أبواب الهدى والعلم، ولهم في ذلك باع ونصيب لا يلحقهم فيه من بعدهم.
والله تعالى يقول: {واتقوا الله ويعلمكم الله} (البقرة: 282)
ويقول عز وجل: {والذين اهتدوا زادهم هدى} (محمد: 17)
7- ما لهم من أعمال عظيمة في نصرة هذا الدين والجهاد في سبيله، وفي نشر هذه الدعوة وتعليمها للخلق جميعاً، حتى خرجوا بها في أرجاء المعمورة وبلغوها تامة كما أخذوها وتلقوها.