كتاب ملامح رئيسية للمنهج السلفي

سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات مغفرة وأجراً عظيماً} (الفتح:29) .
والآية إخبار بوصف أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في التوراة والإنجيل، وبيان ما هم عليه من السمت الحسن والهدى القويم وشدة عبادتهم لله وإخلاصهم لله رجاء ثوابه ونصرتهم لنبيه - صلى الله عليه وسلم - ووعد الله لهم بالمغفرة والأجر.
4- قال تعالى: {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم} (التوبة: 117)
نزلت هذه الآية في غزوة تبوك وقد خرج الصحابة - رضي الله عنهم - مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في حر شديد وجدب وعسر من الزاد والماء فأصابهم جهد شديد، فأخبر تعالى بتوبته عليهم ورحمته بهم.
5- قال تعالى: {وَمَا لَكُمْ أَلاّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} (الحديد: 10) .
والفتح: فتح مكة عند جمهور المفسرين (1) ، وفي الآية وعد من الله تعالى للمنفقين قبل الفتح وبعده مع تفاوت في تفاضل الجزاء، وفيها بيان ما ينتظر الصحابة المنفقين والمقاتلين مع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الثواب العظيم.
6- قال تعالى: {هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين () وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم} (الجمعة: 2 - 3)
في الآية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ابتعثه الله عز وجل إلى الأميين وهم العرب رسولاً فعلمهم كتاب ربهم وطهرهم بعد أن كانوا على الضلال وبتلك النعمة تحققت الغاية من البعثة والرسالة. ثم تعدى الخير عن طريقهم إلى أمم أخرى دخلوا بعد ذلك في هذا الدين.
__________
(1) - وأورد الطبري في تفسيره القول الآخر وهو يفيد أن المراد بالفتح صلح الحديبية وهو الراجح.

الصفحة 119