كتاب ملامح رئيسية للمنهج السلفي

فمن حيث المصطلح أصبحت (السلفية) علماً على أصحاب منهج الاقتداء:
1- بالسلف من الصحابة والتابعين من أهل القرون الأولى.
2- وكل من تبعهم من الأئمة كالأئمة الأربعة وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة والليث بن سعد وعبد الله بن المبارك والبخاري ومسلم وسائر أصحاب السنن.
3- وشمل شيوخ الإسلام المحافظين على طريقة الأوائل مع تباين العصور وتفجر مشكلات وتحديات جديدة أمثال ابن تيمية (1) وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب (2) رحمهم الله.
4- وكذلك أصحاب الاتجاهات السلفية المعاصرة بالجزيرة العربية والقارة الهندية ومصر وشمال أفريقيا وسوريا (3) .
مضمون السلفيةً

ومن حيث المضمون: السلفية هي منهج الإسلام في ذروته الشامخة وقمته الحضارية (*) ، وتوجيه إلى النموذج الذي طبقه ونفذه وحققه عملياً من القرون الأولى، ومن هذا المنهج وبتطبيق هذه القرون الفاضلة له استمدت حضارة المسلمين مقوماتها وأصولها، ومدارها على التوحيد وفهم دور الإنسان في الحياة كما ورد في آيات الكتاب الكريم وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وبتنفيذ أحكام الشريعة الإلهية بجوانبها المتعددة في مختلف مجالات الحياة.
فالسلفية منحصرة إذاً في المدرسة التي حافظت على العقيدة والمنهج الإسلامي بعد ظهور الفرق المختلفة طبقا لفهم الأوائل الذين تلقوه جيلاً بعد جيل. (4)
______________
(1) - جدد ابن تيمية فهم الإسلام على طريقة السلف في وقت يظن من تصفح تاريخ عصره أن عقول المسلمين قد توقفت وجمدت على أراء المتكلمين والفلاسفة، وشطحت مع فرق الصوفية، وكأنهم نسوا أن معهم القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
(2) - قام الإمام محمد بن عبد الوهاب بدعوته للإطاحة بمظاهر الشرك والوثنية التي ملئت الجزيرة العربية فأعادتها إلى دنس الجاهلية مرة أخرى.
(*) بلغت الحضارة الإسلامية ذروتها وقمتها وتحققت في عصور قرون الخيرية الثلاثة الأولى وهم من نسميهم (السلف) في اصطلاحنا.
(3) - انظر "السلفية بين العقيدة الإسلامية والفلسفة الغربية" د. مصطفى حلمي ص23 / ص24 ط. دار الدعوة - الإسكندرية ص 3-4 نقلا عن أنور الجندي في "الإسلام والثقافة العربية في مواجهة تحديات الاستعمار وشبهات التغريب" ص49 مطبعة الرسالة.
(4) - وانظر في ذلك (قواعد المنهج السلفي) للدكتور مصطفى حلمي ص23، ص 24 ط. دار الدعوة - الإسكندرية.

الصفحة 13